سلطان المهوس
ليس هناك مبرر ملموس وواضح يجعلنا نحزن بشكل مبالغ فيه وكأننا وصلنا لنهاية نفق مظلم بعد مشاركة المنتخب السعودي بمونديال روسيا، أو أن كرة القدم انتهت!! المبالغة في التشاؤم إرث إعلامي وجماهيري نشأ بسبب عاملين رئيسين: أولاً: الأمية الإعلامية، وأعني فشل الإعلام الرياضي في تأسيس نفسه وتقديم كوادره -الاستثناء قليل- وتغليبه العاطفة على خبرة الطرح وعمق المهنية والتخصص «من الطبيعي أن توكل صحيفة ما تحليل مباراة لمنتخبنا بكأس العالم لمحرر متعاون لديها، ومن الطبيعي أن تجد قناة تقدم تغطيتها للمشاركة العالمية دون أن تفرق بين العالمية والثرثرة المحلية»..!! ثانياً: الوعود غير الدقيقة، فمنذ عشرين عامًا ونحن ندور في فلك الشعارات البراقة، والحقيقة أن كل مسئول يدفن شعار وخطط من قبله وهكذا!!! المرحلة الحالية شهدت قوة ودافعية في إحداث التغيير، ولذلك لا ينبغي خدش ذلك بسبب نتيجة مباراة أو مشاركة سيئة في بطولة ككأس العالم، لأن الأهم هو أن نشعر بالتغيير للأفضل ونضمن استمراره ونتيقن تمامًا أن الفشل سيصادفنا يومًا آخر لأن هذا هو حال منافسات الرياضة بل حتى الظهور المخجل يمكن أن يصادفنا، فالأرجنتين التي يقودها أحد أساطير كرة القدم «ليونيل ميسي» تتسول عبور دور المجموعات بمونديال روسيا، وهدف الإنقاذ من «توني كروس» يحفظ ماء وجه ألمانيا حاملة اللقب العالمي!! مَنْ نحن أمام تاريخ ألمانيا والأرجنتين الكروي؟ ستظل خماسية روسيا مؤلمة لنا جميعًا وعلينا أن نتشارك بصناعة التغيير لا المضي قدمًا نحو التشاؤم المتوارث!! مباراة وانتهت ولو أعيدت مليون مرة لن تتكرر النتيجة!! صناعة المستقبل والتغيير تبدأ من إعلام صحي ومتخصص يخاطب المجتمع ويقود وعيه، وقيادة فنية إما تنزل لمستوى لاعبينا «التكتيك المناسب» أو تكون على مستوى لاعبينا، ليس شرطاً أن يكون اسمًا لامعًا»!! سنفوز يومًا وسنخسر يومًا آخر.. لا تنتظروا فرحًا دائمًا.. إنه عالم المجنونة.. فقط.. ترقبوا وساندوا وثقوا بالتغيير للأفضل.. الرياضة.. مشروع وطن.