د. أحمد الفراج
تحدثت عن نظام الحمدين، النظام المصنوع، الذي أخذ على عاتقه مشروع تدمير العالم العربي، المنكوب والممزق أصلاً، وهو المشروع الذي كانت أدواته هي قناة الجزيرة، وأموال النفط والغاز، ورجل حاقد وطموح، محدود الذكاء، فبعد أن ساهم نظام الحمدين في الإجهاز على العراق، وتم احتلاله، بدأ يخطط للخطوة التالية، فله ثأر مع الجميع، من المملكة العربية السعودية، زعيمة العالم الإسلامي، إلى مصر العروبة، ومن ليبيا، إلى تونس واليمن، وبين كل هذا، لم ينس الدولة التاريخية، مملكة البحرين، التي كانت تحكم ما يُسمى دولة قطر، حتى قبل قرن ونيف، فكانت قناة الجزيرة تنشر الأكاذيب، وتهاجم الجميع، وتثير البلبلة حول الجميع، إذ كانت منبراً «حرّاً !!»، يستقصي كل شيء، إلا ما يتعلّق بقطر، فلا أحد يجرؤ على الحديث عن شيء في ذلك السجن الصغير!
قبل أن يستأنف نظام الحمدين المهام، التي تم تنصيبه لتنفيذها، استطاع مرتزقة قناة الجزيرة، الذين تم تدريبهم جيداً على إستراتيجيات المؤامرة، والكذب، والإثارة، أن يقنعوا معظم الجمهور العربي بأنهم رسل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبدؤوا يستضيفون من يريدون، ويتيحون لهم المجال للحديث عن القيم والمبادئ، وكانت تلك تجربة مثيرة، لم يعهدها المواطن العربي، الذي اكتشف الخديعة الكبرى مع مرور الوقت، إذ كانت الخطة تقتضي أن يتم ترسيخ هذه القناة في أذهان الشعوب العربية على أنها قناة مستقلة، تتحدث باسم الشعوب المسحوقة، كما قال عرّابها ابن جاسم يوماً، وخلال مرحلة الخديعة، كانت هذه القناة تدّس السم، ولكنه كان سمّاً مخلوطاً بالكثير من العسل، الذي يشبه حديث ابن جاسم المعسول، ثم حان وقت الفرصة الكبرى، التي ستتيح لحمد بن خليفة أن يمشي الخيلاء طولاً وعرضاً!
بعد أن حان وقت «التثوير العربي»، أوكلت إدارة باراك أوباما وهيلاري كلينتون مهام «مشروع تمكين تنظيم الإخوان المسلمين» إلى حمد بن خليفة، واقتنع حمد بأنه سيصبح خليطاً من جمال عبدالناصر والخليفة محمد الفاتح، فبدأ يتعامل مع نفسه ومع من حوله على هذا الأساس، ويذكر الرواة أنه كان يحتفل طويلاً، بعد تدمير كل بلد عربي، ويذكّرني حمد هنا بزعماء المافيا، الذين يضعون صور أعدائهم فوق مكاتبهم، ثم يشطب الزعيم على صورة كل عدو يتمكن منه ويقتله، وربما أن حمد وضع صور حسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي، ومعهم زعماء آخرين فوق مكتبه، وكأني به، في أوج موجة التثوير العربي، يجلس على عرش ضخم، ويقف حاجب على بابه، يناديه بين الفينة والأخرى: «في الباب رجل يا أمير المؤمنين»، فيجيبه حمد: «ائذن له بالدخول»، وبقية فصول المؤامرة تحتاج إلى مقال مستقل!