عبد الله باخشوين
وأبو الريش هذا.. هو الاسم (المستعار) الذي كان يكتب به داوود الشريان بعض الملاحظات النقدية لهذا المسؤول أو ذاك.. وهي نقدات لايرى أنها تستوجب وضع اسمه قبل أن يتحول أخينا (أبو الريش) إلى (اعور) كاسم بديل وطريف. ومن مكتبه كمسؤول ثاني في مجلة (اليمامة) بعد أستاذي الحبيب فهد العرابي الحارثي.. كنت تجد أبو (محمد) بروحه المرحة يعزمني وبعض الزملاء للمشاركة في كتابة تلك (الزاوية) التي لا أذكر اسمها. إذا صدف ودخلنا عليه خلال شروعه في كتابتها.. فهو رغم جديته لاتخلي عن روح المرح التي لازمته منذ أن كان ممثلا على مسرح الجامعة.
وبعد رحلة طويلة في العمل الصحفي.. تابعت الكثير من الحوارات التي قدمها في تلفزيون (دبي) مع عدد كبير من الشخصيات العربية الهامة وأدارها بجدية وحرفية مميزة ومازلت أذكر منها حواره مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والطريقة اللبقة والجادة التي أنهي بها الحوار قبل أن يحوله الرئيس عن مساره.
طبعا لم أكتب هذا لكيل المديح لزميلي الكبير ولا لأعدد مناقبه.. ولكن الأمر يأتي بمناسبة بدء بث القناة السعودية الجديد (SBC) التي حلت بديلاً للقناة الثقافية.. وظهرت كقناة عصرية طموحها التصدر في زحمة المنافسة لقنوات فضائية عريقة مثل (MBC)..
وكان أستاذنا الكبير خالد المالك قد بادر - ولم ينته بعد - من الحديث عن طبيعة الإشكالات التي حولت التلفزيون السعودي من المشاهدة (غصب) إلى خيار غير محتمل للعائلة السعودية التي وجدت زحام خيارات كثيرة بعضها لم يكن مناسباً للأسف لكنه أفضل من قنوات الـ(غصب) الرسمية التي يصرف عليها مبالغ كبيرة جداً تذهب أدراج الرياح.
احتفل ابا (بشار) بالتجربة الجديدة كأمل جديد لمرحلة جديدة في البث التلفزيوني السعودي.. ومن هذا المنطلق يأتي هذا (التعقيب).. الذي يريد أن يشير إلى أن هناك مرحلة خطرة وصعبة في (التسويق) لمثل هذا العمل الإعلامي الذي يريد أن ينهض بعزم جديد ويزيل كثيراً من السلبيات المتراكمة عبر الزمن.. ولنا تجربة مع تكلس بعض الصحف المحلية - دون ذكر أسماء - ومحاولات متكررة لانتشالها دون جدوى.. ولعل أهم خطوة اتخذها الأستاذ داوود هي اعتماده اسماً جديداً لقناة جديدة تريد أن تنشر روحاً إعلامية جديدة لم تعهدها قنوات التلفزيون السعودي وليس من المجدي التجديد من (الداخل) مع الإبقاء على المسمى والشعار القديم ليكون الأمر كما لو أنك تعمد لترميم منزل قديم.. يحمل في (جوهره) تاريخاً راسخاً في الذاكرة يستحيل نسيانه.
غير أن المراحل القادمة سوف تكون أكثر صعوبة وسهولة في وقت واحد.
والصعوبة تكمن في القدرة على ابتكار روح جديدة تمنحها حياة جديدة.
أما السهولة فتأتي من النجاح في الخطوة الأصعب وهي الأولى بلاشك، حيث إن النجاح يفتح آفاقاً للنجاح.. شرط أن نمتلك النفس الطويل والرغبة الدائمة في التجدد.
تعود لـ(التسويق) الذي أشرنا إليه.. فليست القدرة على انتزاع حصة مناسبة من حجم (الإعلانات) المطروحة في (السوق) هو الهدف الأولي لكنه الهدف النهائي.. أما الهدف (الأولي) فهو العمل على إبقاء الـ(CBS) وأخواتها حاضرة في عقل ووجدان المشاهد ليس بالأعمال (الحصرية) فقط -رغم أهميتها- لكن إدخال (الشبكة) في برنامج دعائي يضمن التذكير بما لديها من أعمال حصرية وما تحققه من سبق في خدماتها الإعلامية.. وهذا يحتاج إلى نظرة جديدة وأسلوب جديد سواء عبر ابتكار أساليب دعاية في قنوات منافسة أو حتى أجنبية وعبر وسائل التواصل أو من خلال استقطاب الشباب والشابات بالبرامج التي تهمهم وابتكار اساليب جديدة للمسابقات.. وقبل هذا وذاك الخروج من الاستديوهات والذهاب للناس في المواقع التي لا يتوقعون أن يصلهم فيها أحد لأن المملكة (قارة) شاسعة.. بها مناطق لا يتوقع أهلها أن يصلهم (التلفزيون) ليشاركهم ويحيي لديهم حفلات.. ويتفاعل معهم ويجعلهم يرون أنفسهم وأبناءهم على شاشات التلفزيون بطريقة مختلفة عن الأفلام الوثائقية التقليدية.