د. خالد عبدالله الخميس
المتابع لبرامج الكاميرا الخفية العربية يجد أفكارها وانفعالاتها بدائية بالمقارنة ببرامج االكاميرا الخفية في العالم الآخر.
وبدائيتها تنشأ من بدائية الانفعالات المراد إظهارها، وهي تنحصر في إثارة انفعالين هما الغضب والخوف عبر مثيرات استفزازية في الأولى أومثيرات رعب في الثانية.
والانفعالات هي مجموعة من التغيرات في المشاعر النفسية والعضوية ناتجة عن الاستجابة لاستثارات معينة، فمن تلك الانفعالات ما هو إيجابي كالفرح واللذة ومنها ما هو سلبي كالغضب والحزن والخوف، وكذا هنالك انفعالات أخرى كالاندهاش والاشمئزاز والعطف وغيرها، والمعنى أن المشاعر الانفعالية هي سلة واسعة من المشاعر التي تعكس مدى تفاعل الفرد مع المثير الموجه.
والمختص في علم النفس له دراية كاملة بقوانين المدرسة النفسية السلوكية القائمة على العلاقة الثنائية بين المثيرات ونوعية الاستجابات المشاعرية، ويمكنهم في ذلك إحداث نوعية مدروسة من الاستجابات بحسب نوع المثير الذي يولدونه، ويطبقون ذلك في مجالات عدة من ضمنها العلاجات النفسية.
وعوداً على بدء، فالكاميرا الخفية تهدف لاستثارة المشاعر النفسية التي تنحصر في شاشات عالمنا العربي في استثارة الخوف أو الغضب، والذي في استثارتهما استفزاز وإضرار على الأفراد.
ومن هنا وجب توسيع رقعة الانفعالات المثارة فيمكن مثلاً صنع استثارة مشاعر الفرح أوالاندهاش أو الاشمئزاز أو غيرها من الانفعالات عبر قصص يفهمها بشكل علمي مختص في علم النفس. لذا، فلكي يكتمل طاقم برنامج الكاميرا الخفية فمن الأجدر تضمين الطاقم مختصين نفسيين مدربين على القوانين النفسية ليزيد البرنامج صبغة من الحبكة الدرامية ويضفي عليها جوانب جمالية علمية، فتكون هنالك حلقات خاصة باستثارة مشاعر الاندهاش عبر تخليق موقف ذي طابع استثاري معين، وتخليق حلقات خاصة باستثارة مشاعر الفرح عبر صنع موقف ذي طابع استثاري آخر، وهكذا. ومن هنا ينعم المشارك والمشاهد ببسمة جميلة بدلاً من التوتر والصراخ.