«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
تعيش كرة القدم السعودية منذ تسلُّم معالي المستشار رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ مرحلة التجديد والتطوير للوصول للهدف المنشود، ولذلك ظلت القيادة العليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان مهتمة بملف الشأن الرياضي، وصرفت عليه الكثير من الأموال في محاولة منها لتطوير الرياضة السعودية ومنها كرة القدم، ولا يمكن أن ينسى الوسط الرياضي وقفات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي منذ أول يوم استلم فيه مهام ولاية العهد وهو يحاول أن يقفز بالرياضة السعودية لتصل للعالمية، وهذا نتج عنه تأهل منتخبنا السعودي الأول لكأس العالم، وفي محاولة من سمو ولي العهد لتقديم المستوى المشرف في المحفل العالمي، خاصة أن منتخبنا سيلعب في افتتاحية كأس العالم، أمر بحل جميع مشاكل اللاعبين، وتسديد حقوقهم المالية، وتجديد عقودهم مع أنديتهم، وحل جميع ديون الأندية، ولكن كل ذلك لم يكن كافياً ليقدم المنتخب السعودي نفسه في المحفل العالمي رغم أن سمو ولي العهد حضر بنفسه ليدعم المنتخب داخل أرضية الملعب، إلا أن مباراة الافتتاح كانت مخجلة بكل ما حصل فيها، نتيجة كبيرة، وأداء مخجل، وعلى الرغم من أن أداء المنتخب السعودي تحسن في المباراة الثانية أمام الأوروغواي وخسر بنتيجة 1 / 0، إلا أن منتخبنا السعودي يحتاج للكثير حتى يحقق طموح محبيه وطموح المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولذلك نقول لمعالي المستشار تركي آل الشيخ الذي لم يقصر في أداء عمله، وقدم كل ما يستطيع للاعبين وأنديتهم، وفي النهاية خُذل من كل اللاعبين.
نقول لمعالي المستشار: جيل المنتخب السعودي الحالي لم يقدم الكثير للمنتخب، ولن يحقق الطموح الذي ترغب الوصول إليه القيادة، فهذه إمكانياتهم، وهذه حدودهم الفنية، ولن يستطيعوا تقديم المزيد، فالإخفاقات التي مرت عليهم جعلتهم لا يصمدون، ولذلك يجب أن نستبدل هذا الجيل بجيل آخر يؤسس التأسيس الصحيح، وهذا لن يحدث مالم نبتعث لاعبين «شباب وناشئين» للدول المتقدمة كروياً مثل «اسبانيا وانجلترا وألمانيا» وغيرها من الدول التي نجحت في تأسيس اللاعبين، وتشربهم للاحتراف الحقيقي، وهذه هي البداية التي يجب أن تنطلق منها المؤسسة الرياضية حتى نصل للهدف المنشود، وإن كلف ذلك ابتعاث آباء هؤلاء اللاعبين أو حتى عوائلهم، كما يجب أن ينظر معالي المستشار لاتحاد القدم ولجانه ولوائحه، وتعديل كل الأخطاء الموجودة وخاصة فيما يتعلق بالاحتراف، ويجب إلزام الأندية بالتدريبات الصباحية، فالمشكلة المزمنة التي ظل يعاني منها اللاعب السعودي هي «السهر» وعدم الالتزام بالغذاء الصحي، وهذا ناتج عن عدم وجود «تدريبات صباحية» للاعبين، مما نتج عنه «انحراف» اللاعب بدلاً من «احترافه»، خاصة أن العقود المليونية أصبحت لا ترضي اللاعبين النجوم..!
الاهتمام باللاعبين الناشئين والشباب يجب أن يكون الشغل الشاغل لمعالي المستشار وكل المسؤولين عن كرة القدم السعودية، فهؤلاء اللاعبون هم الأمل المتبقي للكرة السعودية، كما أن وجود «8» لاعبين أجانب في كل فريق في الدوري السعودي ووجود لاعبين من المواليد من المؤكد أنه سيقلص من دور اللاعب السعودي، وقد يختفي من الوجود، وهذا يوجب على المسؤولين أن يهتموا بدوري الأمير محمد بن سلمان، فقد يكون هذا الدوري هو المزود الرئيسي للمنتخب السعودي، ما لم «يُبتعث» اللاعبين الصغار خارجياً.
في النهاية: خروجنا من مونديال روسيا من دور المجموعات كان متوقعا عند العقلاء الذين يعرفون قدرات وإمكانيات اللاعبين، ولذلك علينا نسيان هذه المشاركة، ونسيان كأس آسيا القادمة 2019 التي ستقام في الإمارات، هذا إن أردنا العمل بالشكل المؤسسي الصحيح للوصول لطموح سمو ولي العهد، وعلينا أن نفكر في مونديال 2022 أو حتى مونديال 2026، لنبني جيلا جديدا قادرا على مجاراة الأقوياء، يعي معنى «الاحتراف» ولا يمكن أن يقترب من «الانحراف» الذي عاشه جيل كامل كانت إخفاقاته هي العنوان الرئيسي لكرة القدم السعودية.