إبراهيم عبدالله العمار
فلم ترمنيتور الأول والثاني من أفضل ما أتت به السينما الأمريكية، عن اكتساب الآلات للوعي ومحاولتها تدمير البشر ويشمل ذلك شيئاً بالغ التشويق وهو إرسال الحاسب لإنسان آلي قاتل إلى الماضي ليقتل قادة المقاومة البشرية. فكرة التنقّل عبر الزمن لا يقاومها العقل، وتشعل الكثير من التساؤلات المحيرة، من أبرزها: متى بدأ الزمن؟
أكثر نظرية قبولاً لبداية الزمن كما يعتقد العلماء هو ما يُسمى الانفجار الكبير وهو عندما كان الكون مُختزلاً في جسمٍ صغير ثم ذات «يوم» (مع أن الأيام لم توجد بعد) توسّع ذلك الجسم الصغير بشكلٍ متعاظم حتى تَشكَّل الكون كله، كل الكواكب والمجرات والنجوم والأقمار، ومما خُلِق أيضاً...الزمن! ماذا كان هناك قبل ذلك؟ هل وُجِد وقت؟ أسئلة تشوّشنا، فالعقل البشري يُعجزه إدراك هذه الأفكار.
متى حصل ذلك؟ يعتقد علماء الفيزياء أن الكون بدأ قبل 14 مليار سنة، وقال ستيفن هوكنغ إن هذه الحقيقة أعظم اكتشاف في علم الفلك الحديث (أي معرفتنا أن الكون له بداية). وكما بدأ فسينتهي. متى؟ يقدّر بعض العلماء نهاية الكون بعد 20 مليار سنة من الآن. هل ستكون هذه نهاية الزمن؟ لو عرّفْنا الزمن أنه بُعْدٌ تحصل فيه أحداث متعاقبة من الماضي للحاضر للمستقبل فإن الزمن أزلي، فحتى لو انتهى الكون وفَنِي البشر فإن هناك داراً آخرة تحصل فيها أشياء، فهل ذاك يُعتبر «زمناً آخر»؟ هل هو نفس البُعد الزمني الذي نعيش فيه الآن لكن مستقبلي، أي امتداد له بشكلٍ آخر؟ أم هي أبعاد متباينة لا علاقة بينها؟
يصعب الإجابة على أي من هذه الأسئلة لأن مجرد تعريف الكثير من هذه المفاهيم موضع خلاف. مثلاً، بالنسبة لله سبحانه فإن الزمن ليس كما هو بالنسبة لنا، فمن جانبنا فإن الزمن شيء متسلسل له نهاية وبداية وبين الاثنين هناك تتابُع، لكن بالنسبة لله فليس هناك ماضٍ أو مستقبل، بل كلها متساوية.. كلها على مستوى واحد.
لتوضيح مدى صعوبة الإجابة على سؤال «متى بدأ الزمن؟» يمكن أن ننظر لسؤال مثل: أين تبدأ المسافة؟ لا ندري! هل تقصد من مكان معين؟ مثلاً هل يقصد السؤال أين تبدأ المسافة من مكانك الآن؟ أم من طوكيو؟ أم من غابة الأمازون؟ أم من نجم فضائي؟ أم من أين؟
أسئلة مثيرة، وربما لن نعرفها أبداً. لكن يظل الفضول يداعبنا: متى بدأ الزمن؟