فهد بن جليد
بداية لنتذكّر مع صباح هذا اليوم الجميل أنَّ المرأة قادت السيارة قبل الرجل، كما تُخبرنا بذلك القصة الشهيرة لـBertha Benz زوجة أول مُخترع ألماني لسيارة بمُحرِّك يعمل باحتراق الوقود، وما يدفعنا للتفاؤل أكثر في هذا الملف أنَّ سلوك قائدات المركبات والتزامهنَّ بمعايير السلامة المرورية في كل المُجتمعات هو الأفضل مُقارنة بما يرتكبه الرجال عادة من أخطاء مرورية فادحة عند قيادة سياراتهم، بعد جرعة الأمل المُستحقة هذه، لتأذني لي بتقديم الرسالة التالية إليكِ أختي قائدة المركبة.
إلى كل أم، وأخت، وابنة، اختارت اعتباراً من هذا اليوم 24 يونيو 2018م الجلوس خلف مقود السيارة بنفسها، بعد أن كانت تجلس قبل هذا التاريخ في المقعد الأمامي أو الخلفي دون أن تتحمَّل أعباء وضغوط قيادة السيارة في شوارعنا المُلتهبة، رسالة ترحيب وأماني بنجاح تجربتك الشخصية في القيادة بشكل آمن وسعيد، ومرحباً بكِ شقيقة لنا في شوارع المملكة الحبيبة، لكِ كل الاحترام والتقدير والاعتزاز بخياركِ، سنكون لكِ خير عون ورفيق في الطريق، فقط تذكّري أنَّ أسرتك تحتاجك وفي انتظارك كل يوم، لذا حاذِّري أثناء القيادة فوطنك ومُجتمعك ينتظران مُساهمتكِ في التنمية والبناء كمواطنة صالحة فاعلة, كما يترقَّب الجميع دورَكِ الرئيس في رعاية الأسرة وتربيتها كأم وزوجة صالحة، اعلمي يا رعاكِ الله أنَّ مشوار رحلتكِ لقيادة السيارة لن يكون كلَّه مفروشاً بالورود، فثمَّة تحديات ومخاطر جمَّة يجب الانتباه لها ومراعاتها، أنا مُتأكد وعلى يقين أنَّ كل عبارات الترحيب والتهنئة التي نقدّمها ونسوقها لكِ في هذا اليوم التاريخي, لن تُنسيك الحذر الواجب عليكِ اتباعه عند قيادتك للمركبة في شوارعنا .
نحن ننتظر ونتفاءل بأنَّ بدء قيادتكِ للسيارة اعتباراً من اليوم، سيكون إضافة مُهمَّة في شوارعنا، وأيقونة لضبط الالتزام المروري، تتغيّر مع حضوركِ الصورة السابقة والقاتمة التي نعلمها جميعاً عن سلوك السائقين وأخطائهم، فوفق البيانات الرسمية هناك حادث واحد يقع كل دقيقة في المملكة، ويتم تسجيل 4 إصابات كل ساعة تقريباً - أي 96 إصابة في اليوم الواحد - إضافة لوفاة 20 حالة كل 24 ساعة بسبب حوادث السير، لا أريد تخويف النساء من القيادة في هذا اليوم الجميل، ولكن لا يجب خداعهنَّ أيضاً بإخفاء مثل هذه الحقائق والبيانات, التي يجب توعيتهنَّ بها بكل شفافية وصراحة, حتى يعي الجميع حجم المخاطر ويتنبهنَّ لأهمية الالتزام بالتعليمات والقواعد المرورية بكل جدية وحذر.
وعلى دروب الخير نلتقي.