«الجزيرة» - سلطان المواش:
أكد المدير العام لمشروع قطار الحرمين السريع المهندس محمد عبد الحفيظ فدا أن سكان منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وقاصديها على موعد مع تدشين رحلات قطار الحرمين السريع بشكل فعلي خلال هذا العام بمشيئة الله تعالى.
وقال إن مشروع قطار الحرمين يعد من أضخم مشاريع النقل العام في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيسهم في تخفيف الضغط والازدحام على الطرق بين المدينتين المقدستين وفي المدن التي تقع ضمن نطاقها، كما سيوفر خيار نقل أكثر أماناً وأسرع وأكثر رفاهية.. ويمتد المشروع بطول 450 كيلو متراً، ويتكون من خط حديدي كهربائي مزدوج يربط بين المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والمواطنين والمقيمين، إذ يقطع المسافة بينهما خلال ساعتين وربع الساعة تقريباً وبسرعة 300 كيلو متر في الساعة.
ويتضمن مشروع قطار الحرمين خمس محطات للركاب في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
وقال المهندس فدا لقد روعي في تصميم محطات الركاب الطابع المعماري المحلي والإسلامي، وتوفير المساحة المناسبة لخدمة آلاف المسافرين يومياً، إذ تشمل هذه المحطات جميع المرافق والخدمات اللازمة لاستيعاب وإدارة الأعداد الكبيرة من المسافرين مع توفير الوسائل لتحقيق هدف الراحة والرفاهية.
وتحتوي كل محطة على مبنى رئيس يشمل صالتي قدوم ومغادرة، أرصفة لتوقف القطارات وانتظار الركاب، صالات لكبار الشخصيات، محلات تجارية، مطاعم ومقاهٍ، مواقف سيارات قصيرة وطويلة الأمد، إضافة إلى مسجد يتسع لـ1000 مصلٍ، مركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية.
وتقع محطة مكة المكرمة على المدخل الرئيس لمدينة مكة المكرمة في حي الرصيفة، وتبعد عن الحرم الملكي الشريف نحو ثلاثة كيلومترات بينما تقع محطة المدينة المنورة في مدينة المعرفة الاقتصادية على طريق الملك عبد العزيز المتصل بالحرم النبوي الشريف، ومحطة جدة الأولى بوسط المدينة في منطقة السليمانية، والمحطة الثانية في مطار الملك عبد العزيز الدولي، في حين تقع محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على أبواب المدينة الاقتصادية وبالقرب من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية KAUST.
وفيما يتعلق بالطاقة الاستيعابية قال الفدا: تختلف حسب المساحة الإجمالية للمحطة وكثافة المسافرين المتوقعة على سبيل المثال تصل الطاقة الاستيعابية لمحطة جدة أكثر من 25 ألف مسافر في الساعة.
مشيرا إلى أن المشروع يستهدف نقل نحو 60 مليون راكب سنويًا تقريباً من خلال 35 قطارًا سريعاً بطاقة استيعابية 417 مقعداً للقطار الواحد ويمكن زيادة الطاقة الاستيعابية لعدد الركاب في الرحلة الواحدة بإجمالي 834 مقعداً من خلال ربط قطارين ببعضها، جميعها مجهزة بأفضل وسائل الراحة، حيث تعمل القطارات على مدار العام وفق أحدث النظم العالمية في هذا المجال.
وحول الجسور والأنفاق التي تم تنفيذها قال الفدا: يبلغ عدد الجسور والأنفاق التي نفذت في مشروع الشبكة الحديدية 138 جسر بطول 35 كيلو متراً، فيما يبلغ عدد العبارات 850 عبارة تمثلت في منافذ خدمية للمياه والصرف الصحي والسيارات ومعابر للجمال ولتصريف مياه السيول والأمطار.
وأضاف لدينا في مشروع قطار الحرمين السريع 35 قطاراً، يتم جدولة رحلاتها حسب المواسم عند التشغيل التجاري الفعلي للخدمة بمشيئة الله تعالى قريباً، والشبكة الحديدية نفذت بشكل مزدوج ومكهرب أي بخطين حديديين، فهي مهيأة لرحلات متعددة في الاتجاهين تخدم الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة وكذلك المواطنين والمقيمين خلال تنقلهم ما بين المحطات الخمس.
وقال: إن تدشين الخدمة تجارياً سيتزامن مع إطلاق موقع إلكتروني وكذلك تطبيق خاص بالهواتف المتنقلة إلى جانب مكائن البيع الذاتي المتعددة في كل المحطات، إضافة إلى توافر مكاتب حجز التذاكر في محطات الركاب التي من خلالها سيتمكن المسافر من حجز تذاكره. أما بالنسبة لأسعار التذاكر بالطبع ستكون متباينة حسب الدرجة التي يرغبها المسافر، فلدينا درجة الأعمال ولدينا الدرجة الاقتصادية، كما تختلف المسافات بين المحطات بحيث ستكون تذكرة مكة - جدة أقل تكلفة من تذكرة مكة - المدينة، وبشأن الأسعار فإنها ستحدد بالتزامن مع انطلاق التشغيل التجاري، ولكنها في كل حال تراعي احتياجات المسافر حسب الدرجة كما تراعي المسافات وفروقاتها.