سعد بن عبدالقادر القويعي
هل أصبح موقف قطر بعد تحرير مطار الحديدة مرآة لإيران، وعدوان الحوثي؟ سؤال يجيب عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات - الأستاذ - أنور قرقاش بالإيجاب عبر تغريدة في حسابه بـ «تويتر»، حين: «اختلط الحابل بالنابل بعد تحرير مطار الحديدة، فأصبح موقف قطر مرآة لعدوان الحوثي، وإيران، وغدت انتهازية فلول الإخونج فاضحة، وأصبحت الجزيرة كالمنار، والعالم، لا تميزها إلا من شعارها، مع أنه موقف لا يعبر عن قناعات المواطن القطري»، وهو ما يؤكد القناعات السابقة لدى المنصفين، بأن أدوار قطر السلبية، وتمويلها لمشاريع التخريب، والفوضى، وزعزعة الأمن، والاستقرار، واستهداف جهود التحالف العربي، وتهديد أمن المنطقة - ككل -، تثبت أنها الراعي الرسمي للجماعات المتطرفة، والانقلابية.
نسجت قطر تحالفًا سريًا مع إيران، وأذيالها في المنطقة - منذ عقدين من الزمن تقريبًا -؛ هدفه الوحيد زعزعة استقرار السعودية، ومنطقة الخليج العربي، ودعم الإرهاب، وتمويل، وتسليح المنظمات الإرهابية، وتنظيم العصابات الإجرامية، وميليشيات السجناء، والمطلوبين، والتورط في جرائم الحرب بمفردها، إلى أن تكشف الأمر عن كم هائل من الأدوار السلبية، والمشاريع التخريبية في اليمن، وذلك بعد أن أسهمت وساطاتها المشبوهة في تعزيز مواقف الجماعات الإرهابية، وتمويلها بمئات ملايين الدولارات.
خلط الأوراق في اليمن، هو ما اعتبرته قطر ساحة لتصفية حساباتها مع دول المقاطعة، دون أي مراعاة لمصلحة الشعب اليمني، أو حتى الشعوب الخليجية. واستمرت في التلويح بالملف الإنساني مع كل انتصار تحققه القوات المناوئة للحوثيين في اليمن؛ بهدف تحقيق مكاسب سياسية هزيلة، وابتزاز المجتمع الدولي، والعمل على عرقلة الحل السياسي الذي طرحته الأمم المتحدة في اليمن؛ حتى بلغ الأمر استخدام ورقة الإرهاب، وتصاعد هذا الدور المدعوم من قطر مع إعفائها من التحالف العربي.
التاريخ القطري في دعم الإرهاب مستمر منذ بدايات فتنة ما يسمى بـ «الربيع العربي»، وما وفرته من أسلحة، وأموال لعناصر متطرفة في اليمن، مثل: القاعدة، وجماعة الحوثيين، وحليفهم الإخواني حزب الإصلاح، وذلك في مسعى واضح لدعم المشروع التخريبي؛ الهادف لاختطاف اليمن لصالح إيران؛ إذ يعتبر دليلاً على تورط قطر في خدمة أجندات الدول، والقوى المعادية لمصالح الدول العربية؛ الأمر الذي يستوجب فرض عقوبات أممية على دولة قطر؛ باعتبارها قد خالفت القرار 2216، وقيامها بشكل دائم في دعم جماعات محظورة، حذرت قرارات مجلس الأمن من تقديم أي دعم لها.