د.عبدالعزيز الجار الله
التصحيح والمحاسبية وإعادة قراءة المشهد هي عنوان المرحلة القادمة، لان العالم تغير من حولنا : الاقتصاد، التعليم ،الشؤون الاجتماعية، الإعلام، الرياضة. الكل سيخضع للمراجعة والتصحيح والمحاسبية، لأن الأخطاء المتعددة أيا كان حجمها تتحول إلى جسام وكارثية ولا يمكن تبريرها، نحن هذه الأيام في وهج مونديال روسيا 2018م، والمنتخب السعودي حتى الآن وحده تعرض إلى هزيمة ثقيلة خمسة أهداف من روسيا، وهي أي روسيا، في التصنيف الرياضي تأتي بعدنا كرقم دولي، ولم تكن مرشحة للبطولة ورغم ذلك خرجنا منها بهزيمة مذلة لمنتخب صرف عليه وعلى أنديته مليارات الريالات لتقديم سمعة دولية تليق ببلد يملك القدرة المالية والصرف السخي.
والنتيجة هزيمة سببت الصدمة والخسارة لأموال صرفت على المدربين والإداريين واللاعبين، والأندية وعلى تسديد الديون المستحقة لعقود الاعبين الأجانب، وهنا تأتي المحاسبية وإعادة قراءة العملية الرياضية والتصحيح، لان الأموال لايمكن تعويضها سريعا وبكل يسر، العالم الذي يحيط بِنَا والقوى العظمى والتحالفات الدولية تطالبنا بالمساهمة الدولية المشتركة بدفع فواتير إعادة الأمن التي سببتها بعض حروب ثورات الربيع العربي وإنعكاساتها على المنطقة العربية، وحرب الإرهاب الذي تحاربه معظم الدول وتشترك في فاتورة واحدة .
معالجة الاقتصاد المحلي والعمل على إجراءات جديدة منها الضرائب والرسوم وتحولات اقتصاد الفرد والأسرة إلى واقع جديد ومايترتب عليه من قرارات اقتصادية بقصد ترتيب الداخل، فالرياضة مفصل من مفاصل الحياة الاجتماعية المالي والإداري، لذا نعتبر مونديال 2018م هو بداية المراجعة والمحاسبية والتصحيح أي رياضة ماقبل المونديال، ورياضة مابعد مونديال 2018م، من خلال هيئة رياضة جديدة وأندية جديدة تدير نفسها واستثماراتها، وعقود اللاعبين تمرر على الأجهزة الرقابية والعدلية ووزارة العمل.
هذه الخطوات التصحيحية والمحاسبية طبقت على القطاعات وأوقفت الهدر المالي ووفرت الأموال لخزينة الدولة، وتوسعت بالترشيد والحوكمة (التفصيل في المصاريف) وجعلها شفافة، لتكون ضمن دائرة تعدد مصادر الدخل، فدول العالم حولت الرياضة من رعاية إلى استثمار، تكون فيها الأدوار واضحة بين القطاعات والأندية وعمل الاتحادات.