«الجزيرة» - واس:
قال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل: إن الأمر السامي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - قبل أشهر فيما يخصّ إصدار رخص القيادة للرجال والنساء على حد سواء والسماح للمرأة بقيادة السيارة، الذي سيبدأ تنفيذه في 1439/10/10هـ، قرار حكيم وصائب وموفق وإيجابي، وجاء في وقته المناسب، وهو مبني على أسس شرعية، فالأصل فيه الإباحة، بل قد يصل إلى حد الوجوب وذلك فيما لو اضطرت إلى ذلك ولَم يوجد غيرها للقيام بهذه المهمة.
وأضاف معاليه: انطلق القرار من حيثيات تنظيمية ومعطيات وحقائق ووثائق وأرقام ووقائع اجتماعية مؤلمة واقتصادية سلبية، كما أن في هذا الأمر السامي مصالح كبيرة وظاهرة، ودرءًا لمفاسد متعدّدة دينية واجتماعية وسلوكية وأخلاقية لا تخفى على كل متابع ومباشر لما يتعلق بوجود السائق الأجنبي، والمخاطر العظيمة المترتبة على خلوته بالنساء ودخوله إلى المنازل وخروجه منها دون رقيب ولا حسيب ولا متابعة.
وتابع أبا الخيل بقوله: من المعلوم بل المتيقن أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - ينطلقان في قراراتهما وأوامرهما وتوجيهاتهما وكل أعمالهما وأقوالهما مما تقرّره مبادئ وقواعد وأصول وثوابت الشريعة الإسلامية السمحة، وما يستمد منها من أحكام ومبادئ وما تدعو إليه من منهج وأخلاق وآداب وسلوكيات وعلاقات وتعاملات، وما جاءت به الصلاح والإصلاح والصلاحية لكل زمان ومكان وأمة، والقاعدة الشرعية تقول: (ما ثبت في حق الرجال ثبت في حق النساء إلا بدليل)، وقال الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه العظيم إعلام الموقعين عن رب العالمين: «إن الفتوى تتغيَّر بتغيُّر الأزمنة والعوائد والنيّات والأحوال والأماكن والأشخاص»؛ ولذلك فإن علينا جميعاً أن ندرك ذلك إدراكاً تاماً، وأن نقف مع ولي أمرنا صفاً واحداً متراصاً ويداً قوية متماسكة متعاضدة متكاتفة متعاونة على البر والتقوى، وما يخدم ديننا ووطننا وقيادتنا ويحفظ إيماننا وأمننا وأماننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية والشرعية.
ووفق التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله - وبمتابعة مباشرة من سمو وزير الداخلية حشدت الجهود وتكاتف الجميع وشكلت اللجان العليا والتنفيذية للتخطيط والتنظيم وتسخير الإمكانات المادية والمعنوية والبشرية والتوعوية كافة، ليتم الأمر تنفيذاً وتطبيقاً على أرض الواقع بكل سهولة ويسر، ووفق ما يخدم المرأة ويحفظها ويحفظ حقوقها ويجعلها تقود السيارة كغيرها من الرجال، ولابد أن تعطى أخواتنا، المساحة المناسبة والوقت الكافي وألا يكون هناك تضييق عليهن أو مساس بحقوقهن خصوصاً من بعض ضعاف النفوس أو المتربصين والمتعجلين؛ لأن الجهات المسؤولة أمنية أو غيرها قد أعدت العدة وهيأت الأسباب والوسائل المعينة لها على أداء واجباتها ومسؤولياتها خير أداء، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بادرت بكل جد ونشاط لخدمة منسوباتها كافة فيما يخص هذا الموضوع على المستويات كافة ومختلف الاتجاهات والمؤسسات والأماكن والمواقف المهيئة والمناسبة تقوم عليها إدارات ولجان متخصصة ومدربات مدركات لأهمية هذا المشروع الوطني المهم، سائلاً المولى - عزّ وجلّ - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، بتوفيقه ويكلأنا بعنايته ورعايته ويسددنا وإياهما في القول والعمل.