هروباً من أروقة المطارات، ولجوءاً إلى وسط نخيل واسترخاءً بين أحضان بساتين أعشق تنفسي من هوائها وأغفو في أجوائها الهادئة.. فيها أسرح بخيالي بعيداً عن (أنا) وربما أصل به إلى البحر، وربما أصعد إلى سماواتٍ تركض فيها سحابة خلف سحابة..
وأحياناً قد أرتدي مشلحاً بلون نهاري وقليلاً ما أمشي به إلى صخر جبلٍ وأنحتُ فيه بمغزلي أو أرسم فيه بفرشاتي أشكالاً متناقضة وأمسح بممحاتي خطوطاً مستقيمة.. الانطباعية تغزوني ولكنني أتهرب عنها أو أتحكم في مفرداتها، قد أختبئ بين أوراق جسدها الممتلئ لكنه نحيف وكثيراً ما أكون على رأس شوكة بجوارها عدة أزهار وبأسفل أغصانها خيوط أقمشة أنسجتها أنثى عنكبوت.. إن لم تعط الشوكة وخزاً مؤلماً فليست هي بشوكة..!
الإبداع وخزة وصرخة وابتكار.. ربما يحمل تناقضاً واختلافاً وهروباً ولكنه يرسم المعادلة الإبداعية (مرسل ورسالة ومستقبل) التي تتوق إليها (الأنا) غير أناي وأناي طبعاً ومهما تكن هنالك ردود أفعال مشوشة فالإبداع جماله في تباين وتناقض ذوق المستقبلين له.. ونصي القصصي القصير جداً في هذه الإطلالة يحمل عنواناً: خداع مرآة.
(خداع مرآة)
يقف أمام المرآة ليغسل يديه.
يرى (خرقةً) يحاول تنشيف يديه من البل لا يستطيع.. قوةٌ خفية تمنعه.!
يترك المكان تتمزقُ الخرقة يتناول قلماً ويكتب شعراً.. بعد حينٍ تنضج التفاحات ويقضمُ واحدةً منها.. !!
** **
- حسن علي البطران
albatran151@gmail.com