لمْ يَبْسمِ الكونُ إسعاداً وأقمارا
دارتْ ليالٍ وذاك العيدُ ما دارا
تمرُّ أعيادُنا بُؤْساً وفاجعةً
وفي عيونٍ تُسيلُ الدَّمعَ مِدْرارا
تشتّتَ السَّعدُ والأفراحُ من زمنٍ
ليهْدمَ الظُّلمُ لِلويلاتِ إعمارا
إذْ ليس للأمنِ بين النَّاسِ مائرةٌ
إلا لها مانعٌ من حيْفِهم طارا!
أضحى بنو يَعْربٍ بيْناً يفرِّقُه
سخْفٌ وإمَّا أداةً تجلبُ العارا
مرَّتْ قرونٌ بلا عيدٍ زهتْ أمَمٌ
به فيا ليت ذاكَ الأمسَ ما غارا
يروي لنا اليومُ فحوى ما مضى أسفاً
ويكتب الخُسْرَ بالسَّاعين أشرارا
نُدِيلُ أُنْساً بلا طعمٍ فإنْ ظهرتْ
ملامحُ الأُنْسِ يخفِ الأنْسُ أكدارا
للبغيِ صولٌ بلا قلبٍ يسوم هوى
أهلَ السَّواءِ ولا حولا لمن ثارا
فلن يرى الناسُ أعياداً موقّرةً
إلا إذا أصبحوا للبغيِ إعصارا
يجتثّ كلَّ قوى الطُّغيان قاطبةً
لم يُبقٍ كفراً ولا ظُلماً ولا دارا
مولايَ نرجوك- والعدْوانُ منتشرٌ
بسحْقِهِ- يرجعُ العيدُ الذي وارى
نريد عيداً سعيداً لا يعكِّره
جورٌ ولا نشتكي فسْقاً وأمَّارا
** **
- شعر منصور بن محمد دماس مذكور 1439/9/23هـ
dammasmm@hotmail.com