سمر المقرن
للمرأة الأرملة حقوق عظيمة يبدو أننا مع مضي الوقت نسينا كثيراً منها، فهي تستحق تفضيل ومعاملة مختلفة وتمييزاً إيجابياً، خصوصاً أرامل شهداء الواجب. إذا ما نظرنا إلى القوانين الإسلامية التي بدأت من بعد غزوة أحد التي استشهد فيها عددٌ كبيرٌ من رجال المسلمين، ما خلّف عدداً كبيراً أيضاً من النساء الأرامل والأطفال الأيتام، وهذا ما دعا في ذلك الوقت الرسول عليه الصلاة والسلام إلى تشريع تعدد الزوجات حفاظاً على أولئك النساء وأطفالهن الأيتام.
تمر المرأة الأرملة بشكل عام بحالة نفسية صعبة، وتغيّرات في الظروف الحياتية لا يُستهان بها، ما يعني ضرورة الوقوف إلى جانبها ودعمها من كافة الجوانب، وإن عدنا إلى زمن غزوة أحد فلعل التعدد كان حلاً لهذه المشكلة، أما اليوم فالمرأة الأرملة قد لا تكون بحاجة إلى وجود زوج آخر بعد زوجها، بقدر ما هي بحاجة إلى التمكين الاقتصادي الذي يؤمّن لها ولأطفالها حياة كريمة. في الحقيقة هناك عشرات المشاريع الرائعة التي تدعم النساء الأرامل والمطلقات وغيرهن، لكننا لو نظرنا إلى المستفيدات من الأرامل لن نجد العدد الذي نطمح إليه لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها الوعي والمعرفة، وكذلك ضعف جانب التعليم، ما يجعل تلك المرأة لا تشعر أنها عامل منتج في المجتمع وتعتمد في هذه الحالة على المعونات والصدقات، وفي الواقع كل إنسان لديه مصادر طاقة وعطاء لكن عدم تشغيلها يعود إلى عدم قدرته على إظهارها، وعدم وجود من يساعده في إظهار هذه الطاقة الكامنة، من هنا أتوجه للجمعيات والمراكز التي تركّز على مساعدة الأرامل والأيتام، أن تُوجد برامج لهذه النوعية من الأرامل، كما أرجو أن يكون لدينا جمعية متخصصة بأرامل شهداء الواجب تعمل على الدعم النفسي وبث الطاقة الإيجابية في داخلهن، ومن ثم البحث عن مكامن القوة في تمكينهن في كافة الجوانب حتى لا تعيش وهي تشعر بأنها طاقة مهدرة، في وقت نحن فيه اليوم بحاجة إلى كل الطاقات الوطنية التي تبني وتُعمّر المستقبل.
أتحدث اليوم عن الأرامل، ونحن في اليوم الدولي للأرامل، الذي أقرّته الأمم المتحدة منذ العام 2010م، لما فيه من أهمية بالمرأة الأرملة والنهوض بها لتحقيق جميع الأهداف الإنمائية، ولارتباط هذا الموضوع الوثيق بالقضاء على فقر المرأة.