عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لم نتوقع أن تكون بداية المنتخب ولقاؤه الافتتاحي أمام منتخب البلد المضيف بهذا السوء رغم إيماننا الكامل أن كرة القدم فوز وخسارة، ولا يوجد منتخب أو فريق في العالم لا يخسر، ولكن أن ينعكس سقف الطموح إلى حالة من الانهيار وشبه الاستسلام الكامل فبالتأكيد هنا يجب التوقف والبحث بصدق وحقيقة عن المشكلة أو (العلة) التي قصمت ظهر البعير.
لقد اعتقدنا أن هزيمة منتخب ألمانيا في كأس العالم 2002 لن تعود وكانت سحابة صيف وعدت، ولكن مع الأسف تكررت في منظر لم يكن يتوقعه أكثر من يحمل في نفسه أماني الهزيمة أو أكثرهم تشاؤماً، ولو أن الفريق المنافس كان غير المنتخب الروسي متوسط الإمكانات لكانت النتيجة مضاعفة، وهذا الأمر يحدث عندما يكون منتخب كامل عناصره فاقدة التركيز والقتالية والانسجام والتفاعل الذي تلاشى منذ صافرة البداية مع الأسف رغم الإعداد والاستعداد الذي سبق البطولة بأشهر وخوض لقاءات ودية دولية مع أقوى فرق العالم وعلى رأسها إيطاليا وألمانيا، ولكن اتضح- والعلم عند الله- أن المشكلة في اللاعب وقد يكون على المستوى العربي بكامله وليس لدينا فقط، وقد عكست نتائج اللقاءات للمنتخبات العربية نفس المصير ولو أنها كانت أفضل وخسرت بنتائج مقبولة، وإذا ما تجاوزنا لقاء الافتتاح وخسارته القاسية خسرنا من أمام منتخب الأرغواي بنتيجة منطقية وعادية بعدما اتخذ المدرب قرار استبدال لاعبين وإحلال مكانهم بزملاء لهم لم يستطيعوا صنع الفرق ولكن في كلتا الحالتين ما حدث يدل على ان المدرب أو المسؤول لم يوفق في توليف التشكيلة المناسبة التي سرعان ما اتخذ قرار التغيير في ثاني لقاء، وهنا نتوقف ونطرح أكثر من تساؤل عن المنهجية والأسلوب والتوظيف الذي عمل عليه المدرب وجهازه الفني طوال مدة الإعداد حتى ان بعض الأندية حرمت من مشاركة لاعبيها في لقاءات رسمية قارية بسبب إعداد المنتخب، ورغم اننا لم نكن المنتخب الأول الذي ودع البطولة ولكن كان لدينا طموح أن نكون في وضع أفضل مما كنا عليه، وليس الوقت مناسبا لجلد الذات واستغلال السقوط لتشفي وتصفية الحسابات، فمهما يكن يجب أن يكون للمنتخب وشعاره ورجاله كامل الاحترام والتقدير.
نقاط للتأمل
- تشريف سمو ولي العهد لحفل افتتاح بطولة كأس العالم وجلوسه بجانب الرئيس الروسي وقبلها اجتماع في قصر الكرملين يدل على مكانة المملكة المتجدد والمتأصلة لدى العالم بكامله ودليل قاطع على قيادة المملكة للعالم اقتصاديا وللعالم الإسلامي اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وهذا أمر معتاد منذ تأسيسها ولا جديد في الأمر ولله الحمد والمنة.
- نتائج مباريات كأس العالم حتى اللحظة تدل على زوال مفهوم منتخبات كبيرة ومنتخبات صغيرة وقد خسرت المنتخبات المصنفة الأولى عالميا سواء بخسارة التعادل أوخسارة كامل اللقاء، وهنا يسجل تحول في مفاهيم وهيبة بعض المنتخبات فالكل يعمل والكل يطمح وتبقى العقلية والثقافة والفكرجميعهم يصنع الفارق فلم يعد المال والعناصر التي تصنع الفرق كما كان سابقاً.
- خسارة المنتخبات العربية جاءت متفاوتة وبعضها غير متوقعة وخاصة المنتخب المغربي الذي خسر في الدقيقة الأخيرة أمام إيران ولو وفق مدربه بتبديلات مثالية لكسب وخسر بشرف أمام المنتخب البورتوغالي، وكان الأفضل بينما خسر المنتخب المصري بصعوبة أمام الارغواي وخسر بسهولة أمام المنتخب الروسي وبقي المنتخب التونسي الذي مني بخسارة غير مستحقة من المنتخب الانجليزي وأتوقع ان تغادر جميع المنتخبات العربية من الدور الأول ولا جديد في ذلك.
- أتمنى من إعلام وطني الرياضي أن يترفع بنفسه عن المهاترات والهبوط لمستوى أي إعلام حاقد أو جاحد أو مستأجر، فاليوم الكل يستطيع أن يهاجم ويقلل ويسيء حسب قيمة المبلغ المدفوع وعندما تأتيك الانتقادات والاستهزاء من ناس ليس لهم ناقة ولا جمل اللهم إلا انهم قد باعوا ضمائرهم وأصواتهم مقابل حفنة من الدولارات، فهذا والله لا يغيرنا ولا يضرنا بل يجعلنا أكثر قوة وصلابة ولا نلقي بالاً للسفهاء والحاقدين لأننا نعيش فوق ويعيشون تحت منا بمسافات ولله الحمد.
خاتمة:
لن تكبر دون أن تتألم ولن تتعلم دون أن تخطئ ولن تنجح دون أن تفشل ولن تحب دون أن تفقد فهذه هي الحياة....!
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.