فهد بن جليد
المرور لوَّح بغرامة 900 ريال على أي امرأة تقود سيارتها قبل يوم الأحد المقبل. خلال الأشهر العشرة الماضية (المدة الفاصلة بين إعلان السماح وموعد التنفيذ) لم تُسجل حالات لافتة تستوجب تطبيق هذه المخالفة؛ وهو أمر تستحق عليه المرأة الشكر؛ لذا نحن على بُعد 48 ساعة فقط من هذه اللحظة التاريخية. ووسط هذا الالتزام الكبير يحق لنا أن نفخر بالمرأة السعودية، وتفوقها، واحترمها لأنظمة المرور في بلادها، وتقديرها وتثمينها لهذه الخطوة التاريخية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وخصوصًا أولئك النسوة اللاتي حصلن مؤخرًا على رخصة رسمية، تؤهلهن لقيادة سياراتهن، وكنَّ على قدر عالٍ وكبير من المسؤولية؛ فلم نشهد أية محاولات قفز على النظام بقيادة السيارة (عنوة) قبل موعد السماح الرسمي. وهذه بداية مشجعة ومريحة جدًّا؛ تدعو للتفاؤل أكثر بقادم الأيام مع بدء قيادة المرأة السيارة.
هذا الالتزام والانسجام والتعقل الكبير يحسب للمرأة السعودية في هذا الملف، ويعطي انطباعًا إيجابيًّا عن مدى نضوجها واحترامها للنظام، وأنها تستحق بالفعل الاعتماد عليها أكثر في كل خطوات بلادنا التنموية ومشاريعها الحضارية والتقدمية، كعنوان راقٍ، ينم عن مستوى ثقافة وفهم والتزام قائدات المركبات في السعودية بالأنظمة، وأنهن بالفعل إضافة خلاقة وكبيرة لتطبيق النظام المروري، والالتزام به في الشارع وعلى الطريق. ولسن كما يحاول البعض التقليل من شأنهن، والتهكم عليهن وعلى قدراتهن وإمكاناتهن بأي شكل أو صورة مرفوضة، وإلصاقها بثقافتنا وطبيعتنا المجتمعية الصحيحة التي تحترم المرأة، وتمنحها كل ما تستحق من الدعم والاهتمام والرعاية. ولعل تجربة قيادة السيارة التي نترقبها على الأبواب أحدث اختبار حقيقي وعملي، يصحح مثل هذه الصور المغلوطة عن مدى تطور ورقي المجتمع السعودي المتحضر.
ونحن نقترب من هذه اللحظة التاريخية التي سنحتفي بها جميعًا، برؤية السعوديات يقدن مركباتهن في شوارعنا أسوة بالرجال، علينا وسط هذا الترحيب تذكُّر أن قيادة السيارة للرجال والنساء ليست ترفًا في كل صورها، بل هي حاجة ومسؤولية؛ يترتب عليها التزامات نظامية، وعقوبات مرورية، تمتد من الغرامة المالية إلى السجن والحجز والديات - لا قدر الله -؛ وهو ما يتطلب إدراكًا وفهمًا وتدريبًا على مهارات وفنون القيادة أكثر من مجرد الحصول على رخصة، وامتلاك مفتاح سيارة.
وعلى دروب الخير نلتقي.