(1) يَحشُر أنفَه في الدَّقيق والجليل، ويتدخلُ فيما لا يعنيه، يسترقُ السمع، وربما شارككَ في حديثٍ قد خفضتَ الصوتَ فيه! لا حجابَ عنده ولا حاجزَ ولا حدودَ؛ فحاجاتُ الناس وخصوصياتهم وممتلكاتهم له سهمٌ فيها!.
(2) يجيبُ عند سؤال غيره، ويُكثِر السؤالَ! وإنْ تحدَّثَ يرَ نفسَه سَحبانَ زمانِه؛ فلا يسكتُ عن حديثٍ، وإنْ تحدثْتَ أكمل عنك حديثَك بكلِّ صفاقة!.
(3) يبذلُ جهدَه ويستفرغ طاقته ويستنفد وُسْعه في معرفة أخبار الآخرين؛ فلا يسكنُ له بالٌ، ولا يقرُّ له قرارٌ إلا إذا عرف أين سافر فلانٌ، وكم راتِبُ علّان؟!.
(4) كثرةُ الطلب واللجاجة للحصول على مصالحه، ولا يملُّ ولا يكلُّ من طلَبِ مصلحة، ولو خدمْتَه عشر مرات واعتذرت مرةً لكفَّرك ونال منك، والضحيةُ مَن ابتُلي بمساعدة أحدهم في أول الأمر!.
(5) قلةُ الحياء؛ فهو ناضبُ ماء الوجه، لا حشمةَ ولا أدبَ, يتحدث بجراءة فيما يعفُّ عنه أسوياء الفطرة، وألفاظه سوقية يخرق بها حجابَ الأخلاق، ولا حرجَ عنده من كشْفِ السرِّ وفرْي العِرض ومواجهة النَّاسِ بالكلامِ المؤذي، فيكسرَ قلوبَهم، ويجرحَ عواطفَهم.
(6) لا يفقه في (أدب الموقف) وماذا يحتاجُ المشهدُ! فربما كدَّر الفرحَ بموعظة، وربما هجنَ الموعظةَ بطرفة سامجة!
(7) عدم احترام الآخرين وتسفيه آرائهم؛ فينظرَ للآخرين بشطْر عينيْه، ويكلمهم ببعض شفتيْه، لا يكرم مثوى لأحد ولا يقيم وزنًا لإنسان.
(8) يرى نفسَه مستثنى من حدود؛ فلو ألمحتَ أنك لا تستقبلُ زائرًا أو اتصالًا يرى أنه استثناءٌ مِن عموم البشر.
(9) ومِن صفات هذا الثقيل أنه لا يتردد أنْ يأخذ الأشياءَ بسيفِ الحياء، فإذا ما أحسَّ حياءً من أحد ورهافة شعور طلب منه أمرًا فوق قدرته!.
(10) غاية أمنياته أنْ يحصر الآخرين في مضيق، وأنْ يفحمَ محاوره، وأنْ يحرجَ مستمعَه، ولا يترددُ في التعريض بما يؤذي وإنْ اضطرَّ للتصريح فمقدام عليه!.
(11) ينصبُ الحبائلَ، ويبثُّ الغوائلَ، ويسعى بالنميمة، ويمتهنُ الغيبة! فإنْ وجدَ فرصةً في هذا انتهزها، وإنْ عاين عورةً اقتحمَها، وإنْ أحسَّ غفلةً اغتنمها!.
(12) من الطبيعيِّ أنْ يقتحمَ حصونك ويحطم عزلتك، وأنْ يهجمَ عليك بغتةً بزيارة دون اتصال أو موعِد، وهو كذلك لا يتوانى عن دعوة غيره إلى مناسبتك دون علمك فيحرجك ويؤذيك!.
(13) كثرةُ الضحكِ أمام الأغراب أو عند من ينقبضُ عنه، وإذا دخل بيتًا جلسَ في مكان ما ينظر به وسطَ الدار، وكثرة القُعود وطول الجلوس في المناسباتِ!.