ميسون أبو بكر
آلاف من الروايات والقصص يمكنها أن تحكي عن عاصفة الأمل ورحلات المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث سمعنا عشرات القصص المؤثِّرة التي واكبت زيارة معالي المشرف العام على المركز د. عبدالله الربيعة والوفد الذي معه من الموظفين والمدعوين من الإعلاميين والمؤثِّرين في - السوشيال ميديا- والذين رافقوا المركز في رحلته الإغاثية لبنجلاديش لإغاثة الروهينجا وكان ما نقلوه وكتبوه توثيقاً للحدث بلغة أدبية وإعلامية مؤثِّرة وصادقة.
المركز الذي يقدّم المساعدات للشعوب المنكوبة بالحروب أو الكوارث الطبيعية وله من العمر ثلاثة أعوام تخطى الحدود والقارات همه الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه وديانته، قدّم عبر البر والبحر والجو قوافل من المساعدات المادية من المتاع والطعام والأدوية، كما أسهم بصور أخرى في فتح الصفوف الدراسية للأطفال في معظم البلدان وإعادة تأهيل الأطفال المجندين في اليمن الذين جندتهم الميليشيات الحوثية، وبعد ذلك ألحقهم بالمدارس وأعادهم لطفولتهم التي سلبت منهم، وهذا نموذج إنساني كبير ومؤثِّر وإنجاز رائع للمركز أن يعود هؤلاء الأطفال لمقاعد الدرس بدل ساحات المعركة، وأن يحملوا دفاتر وأقلاماً بدل من البنادق، وأن يتعلّموا ثقافة السلام بدلاً من الحرب ليبنوا مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
المواقف التي أشار لها د. الربيعة يندى لها الجبين كتلك الأم الثكلى الفاقدة لبصرها في بنجلادش التي جمعها المركز مع أبنائها وكفاهم الموت جوعاً والتي رفعت أكفها لله تحمده وتشكره ومعاناة ذلك الطفل اليمني الذي فقد نصف وجهه برصاص حوثي في تعز وقد تم إجراء عدة عمليات تجميلية له.
المركز هو جهة إغاثية تعمل في 40 دولة حول العالم منها سوريا والصومال وبنجلادش واليمن وسط التحديات التي يواجهها اليمنيون من أمراض معدية وسوء التغذية ومصادرة قوافل الإغاثة ثم الحالات الحرجة التي تصل المملكة مباشرة لغرف العمليات.
وإلى حين كتابة هذا المقال فقد أشارت نشرات الأخبار الرئيسية إلى انطلاق شاحنات إغاثية انطلقت من جازان إلى محافظة الحديدة بعد تحرير مطارها ضمن خطة استجابة عاجلة.
بلغت المشاريع الإغاثية والإنسانية التي قدمها بشكل إجمالي 308 مشروعات قيمتها 967 مليون دولار منها 821 مليون دولار لليمن عبر المركز حتى شهر ديسمبر 2017.
الإعلام الإنساني هو ذلك الإعلام الذي لا يغفل الإشارة لكل هذه الإغاثات الإنسانية التي تقوم بها المملكة لمساعدة الإنسان في كل مكان، وأنا أضم صوتي للدكتور الربيعة الذي اقترح تدريس مادة الإعلام الإنساني في الجامعات، لما له من أثر ورسالة إنسانية يحملها الإعلامي الحقيقي، ولا بد أن نفتخر أن من الإعلاميين من كرّس نفسه ورسالته في هذا الاتجاه.