لكي تنجح في حياتك يجب أن تمتلك الطموح، وقد حثّنا ديننا الكريم على هذه السمة الرفيعة التي يتميّز بها المسلم الراقي, يقول تعالى في سورة المطففين: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، يعتبر الطّموح من أهمّ الحوافز التي تشجّع الإنسان وتحثه على تحقيق أهدافه وتطلّعاته، والمرآة التي تعكس الحلم الذي نحلم بتحقيقه. ومهما اختلف الطموح عند الأشخاص وتعدّدت اتّجاهاته، يبقى القاسم المشترك هو السعي إلى النجاح وتحقيق ما نصبو إليه، نجد بعض النّاس يتخطّى طموحهم الحدود، وتراهم باستمرار يشحذون هممهم، ويوجّهون جهودهم نحو بوصلة معيّنة لتحقيق أهدافهم وتطلّعاتهم.
جاء الأمر الملكي رقم (أ/255) بتاريخ 26/9/1438هـ بتولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وقوبل بالإجماع من أعضاء هيئة البيعة، فقد كان قراراً غير عادي يحمل بين طياته مستقبلاً مشرقاً وإصلاحات اقتصادية وسياسية.
مضى عام على البيعة، عام حمل معه تحقيقًا للتوازن المالي، إنجازات أمنية، تحولات كبيرة في برنامج مكافحة الفساد والحفاظ على مقدرات الوطن وبرنامج التحول الوطني والرؤية الواعدة للمملكة 2030.
طموحات ولي العهد - محمد بن سلمان - لا تنتهي، فمنذ توليه منصب ولي ولي العهد وبعدها ولاية العهد وقبل ذلك، وهو يعمل بجد وبإخلاص ليرفع المملكة إلى أعلى درجة من التقدم في جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية، لتنافس دول العالم، وقيادته للأمور كانت حازمة، فالأمير الشاب يتمتع بالكاريزما ويتعامل مع الأمور على أفضل وجه، حيث تشير لغة جسده وملامحه بالثقة، وهذا ما ظهر في تعامله مع أقوى القضايا في المملكة.
عمل الأمير الشاب تحالفات قوية للسعودية لتمكينها من تحقيق الاستقرار بالمنطقة وما حولها، وكان أول تحالف قام به الأمير محمد بن سلمان في عاصفة الحزم لإرجاع الشرعية في اليمن، وقام بجولات مكوكية كبيرة على مستوى العالم متنقلاً ما بين الصين واليابان وروسيا وأميركا ودول متعددة للبحث عن تحالفات وحلول سياسية لكثير من قضايا المنطقة، تمكنت المملكة من تحجيم تدخلات إيران السالبة في شؤون الدول العربية، وتصدت لمحاولاتها الرامية إلى إضعافها.
وعمل الأمير محمد بن سلمان على إصلاحات داخلية في السعودية عبر برنامج الرؤية 2030، حيث أطلق برنامجًا شاملاً شاركت فيه جميع وزارات الدولة للعمل على إيجاد حلول اقتصادية في السعودية وعدم الاعتماد على النفط كمورد اقتصادي. وحققت السعودية نتائج إيجابية على المستويين المحلي والخارجي، جاء ذلك بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للخطط الإستراتيجية التي يقدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بشكل مدروس برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن الأمير الشاب عن إطلاق مشروع «نيوم» وهو عبارة عن مدينة استثمارية قيمتها الاستثمارية حوالي نصف تريليون دولار، على أن يقام عبر أراضى السعودية ومصر والأردن، بمساحة تزيد على 26.500 كم مربع، ويعتبر المشروع وجهة عالمية للاستثمارات المتقدمة بالعالم، ويأتي تجسيداً للرؤية الحكيمة والنظرة المستقبلية للأخذ بالاقتصاد إلى آفاق بعيدة وفريدة تعزز مكانة الاقتصاد واستمراراً للمسيرة التنموية لرؤية المملكة 2030.
ومن اهتمامات ولي العهد تصحيح صورة الإسلام، وإزالة ما علق بها من مفاهيم خاطئة، نتيجة تصرفات قلة اتخذت العنف وسيلة لبلوغ أهدافها، واتخذت الإرهاب أداة، ونسبت أفعالها الدنيئة إلى الدين الحنيف، فاهتم ولي العهد في كل زياراته الخارجية بمقابلة قادة الأديان الأخرى، مؤكداً أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال والسماحة والحوار، وبعيد كل البعد عن العنف وسفك الدماء.
نتطلع بمستقبل مشرق، ودولة تخطو بوثبات رشيقة وثبات غير مسبوق، وهذا ما لمسناه في الخطى المتسارعة للأمام مع ولي العهد محمد بن سلمان، نسأل الله تعالى أن يحفظه ذخراً للوطن.