«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كما هو معروف لدي البعض من عشاق كرة القدم أن التحضير للمشاركة في كأس العالم «المونديال» يبدأ مبكراً لدى مختلف الدول التي ترى أنها جديرة بالمشاركة في هذه المناسبة العالمية والتي لا تتكرر إلا كل أربع سنوات ومن هنا نجد الاهتمام بالإعداد المبكر جداً باللاعبين الذي سوف يتم اختيارهم للمشاركة في مباريات التصفيات على مستوى الدول والتي عادةً ما يتم اختيار منتخبات الدول المشاركة في «المونديال» بعد الفوز. ويشارك في البطولة 32 منتخباً وطنياً، بعدما تم الإبقاء على الشكل الحالي للبطولة من بينهم عشرون منتخباً سبق أن شارك في النسخة السابقة. فلا عجب بعد هذا أن تتوجه أنظار مئات الملايين إلى الدولة المحظوظة والتي يقع عليها الاختيار في تنظيم «المونديال» بعد أن تجرى عملية تصفية ودراسة لمختلف ملفات الدول التي تتقدّم لعملية تنظيم كأس العالم وبعد ذلك تجرى عملية تصويت تشارك فيها مختلف دول العالم. وبالطبع فإن الدولة التي يقع عليها الاختيار تكون محظوظة لأنها سوف تكون حديث العالم وإليها تتجه أنظار مليارات العيون التي تتابع فعاليات احتفالية الافتتاح ومن ثم أحداث ووقائع المباريات. ومع مرور العقود وتطور وسائل الاتصالات والتقنيات التي تتيح لشعوب العالم العاشقة مشاهدة المباريات بين المنتخبات المتنافسة مباشرة. لذلك ومع احتكار بث المباريات من خلال شركة معينة قامت دول معينة بتوفير المشاهدة عبر القنوات الأرضية. أو عبر شاشات عملاقة تنصب في أماكن مختلفة كما فعلت المملكة، حيث وفرت المشاهدة بيسر وسهوله أو عبر شاشات كبرى في صالات وقاعات الفنادق والمقاهي التي لديها أجهزة استقبال بث المباريات والتي استفادت كثيراً من وجود البث لديها فاستفادت كثيراً من وجود أعداد كبيرة من عشاق مشاهدة مباريات منتخبات الدول. وإذا استثنينا المملكة والدول الخليجية التي تتوفر فيها سهولة استقبال بث مباريات «المونديال» من خلال العديد من المجالات المتاحة. نجد دول عربية وأجنبية اعتمدت على استقبال البث من خلال القنوات الأرضية أو بعد تسجيلها وإعادة بثها في اليوم التالي كما كان يحدث في الماضي في مختلف دول العالم.. ولقد جنى أصحاب المقاهي «المال» الكثير وفي مختلف دول العالم وعلى الأخص الدول المتوسطة والفقيرة بعدما وفروا شاشات عرض لرواد مقاهيهم أو حتى عبر وضع شاشات عرض في الأحياء والشوارع أو عبر بيع وصلات إلى الشقق. مقابل المال. كما في العديدمن الدول الآسيوية والإفريقية وفي الشقيقة مصر وحسب ما أشارت إليه صحيفة «الأهرام» فلقد قال «صلاح عنبه» صاحب أحد المقاهي بأنه اشترك في القنوات الناقلة للمباريات من خلال دفع الاشتراك السنوي إضافة إلى اشتراك خاص لقنوات المونديال، كما اشترى شاشات تليفزيونية ضخمة لتغطي كل أرجاء المقهى حتى لا يغادر أحد من هواة المشاهدة المكان.. وبعد امتلاء المقاعد نترك من يريد أن يقف مجانا. ومن جهة أخرى فبائعو الأعلام الذين انتشروا في إشارات المرور وأمام المقاهي والأندية الكبرى وعلى الطرقات السريعة فيؤكدون أن مباريات كأس العالم بمثابة موسم خاص جداً، حيث يقول محمد ممدوح أنه يظل يستخدم هذا العائد لشهور طويلة للإنفاق على أسرته عدة شهور، وأن أخاه لديه ورشة لخياطة العباءات لكنه أوقفها ليصنع الأعلام بكل أنواعها لبيعها للمارة ويوضح أن أسعارها تتراوح ما بين 5 جنيهات للحجم الصغير ومائة جنيه للكبير. وأكد محمود بيومي (مهندس) أنه اشترى العلم الكبير بـ200 جنيه. ويشرح علي السيد صاحب ورشة خياطة للتصنيع أنه يشترى قماش الأعلام جاهزاً ويقوم بخياطته فقط، وتعمل لديه حوالي 20 فتاة يتقاضين أجورهن باليومية التي تتراوح بين 100 و150 جنيهاً. أما علي محمود فقد وجد ضالته فى شراء «كارت القنوات» التي تقدّم مباريات المونديال ودفع الاشتراك ثم قرّر أن يوزّع «الوصلة» بـ50 جنيهاً في شهر المونديال.. هذا وفي المملكة نجد ارتفاع مبيعات الأعلام السعودية خلال هذه الأيام ومنذ بداية يوم افتتاح المونديال فيقول لـ»الجزيرة»: ازدهار خان بائع في قرطاسيه بالهفوف إنه ومن حسن الحظ باع كل ما لديه من مخزون من الأعلام الكبيرة والصغيرة. كذلك شهدت القمصان الخضراء التي ترمز لمنتخبنا السعودي إقبالاً كبيراً. كل ذلك بفضل الله ثم لحب الوطن وعشق المنتخب وتشجيعهم له.