سعد بن عبدالقادر القويعي
منذ اللحظة الأولى لبدء عمليات ائتلاف دعم الشرعية في اليمن، كان الهدف الأساس ألا يتحوّل اليمن إلى منطقة رخوة للصراعات الإقليمية، والتي من شأنها أن تهدّد الاستقرار في شبه الجزيرة العربية، وهو ما شكلته المبادرة التي قدمها مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة اليمنية؛ لتكون واحدة من أبرز فرص الحل السياسي، والتي حاولت احتواء الأزمة - إقليمياً وعربياً -، وعدم الرغبة في تدويلها، وهو ما أكد عليه - الدكتور - أنور بن محمد قرقاش - وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية -، بأن: «تحرير مدينة الحديدة اليمنية مدخل رئيسي لتحرير صنعاء، وستكون نقطة التحول»، ومشيراً إلى أن هدفها: «دفع الحوثي للقبول بالعملية السلمية».
الأزمة اليمنية الراهنة، وما رافقها من اعتبارات سياسية ذات بعد - إقليمي ودولي -، تؤكد على تجلي حقيقة الإرهاب في اليمن؛ حتى وإن تمظهر بالثوب السياسي؛ لكنه - في حقيقة الأمر - متقمص بمظهر ديني؛ نتيجة المساندة المباشرة من إيران لجماعات الحوثي الانقلابية، وتزويدها، وإمدادها بكل أشكال الدعم - العسكري والمادي والسياسي -، - وبالتالي - وجود ميليشيات عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة، وتشكل تهديداً مباشراً على أمن، وسلامة المنطقة.
يحتاج الحوثيون إلى منطق آخر للتعامل مع الأحداث، وأن يضعوا مصلحة اليمن في مقدمة الأمور؛ باعتبار أن الحلول السياسية يضعها اليمنيون - أنفسهم -، وفي مقدمتهم اللاعبون الأساسيون، - سواء - من حيث التكتلات السياسية، أو القبلية، أو العسكرية، وأن يكونوا جزءاً من العملية التفاوضية مع الحكومة، والمشاركة في الانتخابات المقبلة؛ لكن ذلك يجب أن يتم بعد انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة، والانخراط في مفاوضات جادة؛ لإنهاء الأزمة القائمة في اليمن.
القوة العسكرية تستهدف إجبار الأطراف المتمردة على الرضوخ للمنطق؛ من أجل المحافظة على أمن اليمن، واستقراره، والاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وذلك في إطار التمسك بالشرعية، ورفض الانقلاب عليها، وبما يكفل عودة الدولة؛ لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية، وإعادة الأسلحة إلى الدولة، وعدم تهديد أمن الدول المجاورة. ومن جانب آخر ضرورة العمل على بناء جيش يقوم على أسس وطنية، وليست قبلية، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل في معالجة جميع الجوانب المنهارة في الدولة اليمنية.