فهد بن جليد
هل يُعقل أنَّك لا تستطيع تبديل عملة خليجية لدولة شقيقة في أحد فروع بنوك مطار الملك عبد العزيز بجدة؟.
ما أفهمه أنَّ وجود أي فرع لبنك في أي مطار في العالم يعني أنَّه يقدم خدماته للمُسافرين، ومن البديهي أنَّ على رأس هذه الخدمات تبديل أشهر العملات الأجنبية إن لم يكن جميعها, وفي صالات مطاراتنا الدولية يُفترض أنَّ تبديل عملة خليجية مثل (الدينار البحريني، أو الريال العماني، أو الدينار الكويتي) أمر طبيعي وأولى من أي عملة أجنبية، ولكنَّه لم يحدث معي عند زيارة أحد فروع البنوك السعودية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، الذي اعتذر بحجة أنَّ سياسة البنك المالية تقضي بعدم (استبدال بعض العملات الخليجية) كون البنك لا يبيع ولا يشتري فيها، وهذا بكل تأكيد حق سيادي للبنك أتفهمه، وله كامل الحرية في شراء أي عملة يريدها, ولكنَّ المُسافر الذي وصل للتو للمطار غير معني بهذه السياسة المالية، وينتظر من هيئة الطيران المدني ومؤسسة النقد العربي السعودي أن تُرخصا فقط للبنوك التي تتعامل بأكبر قدر من العملات العالمية لافتتاح فروع لها في المطار الذي هو قبلة قدوم ومُغادرة مُختلف أجناس الناس، خصوصاً قاصدي بيت الله الحرام (للحج والعمرة)، الذين يحتاجون فور وصولهم لتبديل عملاتهم التي يحملونها بالعملة المحلية.
أكتب هذه التجربة من أجل صورة مطاراتنا أمام المُسافرين، وحتى تلاحظ ذلك هيئة الطيران المدني ومؤسسة النقد العربي السعودي، وخصوصاً نحن على مقربة من افتتاح المبنى الجديد لمطار الملك عبد العزيز بجدة، كي يتم اختيار فروع للبنوك التي تلبي كافة احتياجات المُسافرين بالدرجة الأولى خصوصاً لناحية تبديل أكبر قدر ممكن من العملات الأجنبية أسوة بما يحدث في مطارات العالم، ولو بمبالغ بسيطة تساعد المُسافر القادم على الحصول على عملة محلية يستطيع بها استخدام سيارة الأجرة والوصول للفندق، ريثما يصل إلى مؤسسات الصرافة داخل البلد أو البنوك التي تقوم باستبدال العملات. هذا أمر في غاية الأهمية وينعكس على صورة خدمات المطارات للمُسافرين، فليس كل المُسافرين خصوصاً من يأتون للمرة الأولى على دراية بأنَّ هناك فروعًا لمؤسسات صرافة وبنوك أخرى في صالات المطار يمكنهم الاستفادة من خدماتها.
المطار هو واجهة البلد في القدوم وعند المُغادرة، وما يحدثه فيه هي الصورة الأكثر رسوخاً في ذاكرة المُسافر، وهو ما يتطلب اختيار الأفضل دائماً في كل المجالات والخدمات المُقدمة.
وعلى دروب الخير نلتقي.