أمل بنت فهد
الفعاليات التي تجمع الشعوب لها مواثيق، ولها قوانينها الخاصة التي تفصلها عن السياسة، لأنها منصة عالمية تجمع شتات القلوب، لكن مع من لا يفقه في السياسة إلا تصفية الحسابات، فإنه سيقحمها حتماً في كل شاردة وواردة، لأن من اعتاد الدسائس، واللف والدوران، يصل لمرحلة الانفلات العقلي، فلا يدرك متى يتكلم، ولا متى يسكت.
ويظهر جلياً الآن أن النظام القطري بعد أن شارك في دعم الإرهاب في العالم، فإنه في طريقه لخلق إرهاب الرياضة، وتأجيج الجماهير ضد بعضها، فهل ستكون المناشط الرياضية يوماً ما مصارعة دموية برعاية قطرية.
وللجماهير الغاضبة أقول: بعيداً عن الغضب، عليكم أن تدركوا أن قطر ورطت نفسها، وكشفت نفسها أمام العالم، لأن لا أحد يقبل أن تسيّس الرياضة، لأن الرياضة العالمية والإقليمية، فرصة لتصافح الشعوب بعضها، في منافسات لا شأن للسياسة بها، إذ لطالما كانت الشعوب بعيدة عن المواقف المحتدمة بين الدول، فالرياضة حرية الشعوب.
إن تسييس الرياضة بدعة قطرية، كل العالم معني بالتصدي لها، لأن اجتماع الجماهير من بقاع الأرض في مكان واحد يجب أن يكون مشروع سلام ومحبة وتعارف، وليس مساحة لتأليبهم على بعضهم، لهذا وجدت الرياضة العالمية، لتكون حلقة وصل بين الشعوب، وليس لتدمير علاقاتهم ببعضهم.
وللمعلقين الذين تجاوزوا حدودهم الرياضية، وبقدرة غادر حولوها إلى شئون سياسية، أنتم عار على عالم الرياضة، ودخلاء عليها، ولسوف تلاحقكم هذه العثرة وتحرق تاريخكم.
وأخيراً:
أيها العالم العربي والغربي، إذا لم تحاسب قطر على هذا التجاوز، فإن الرياضة العالمية موعودة بإرهاب جديد، ستحضر حينها الجماهير وهي محتقنة، وغاضبة، ومستعدة للفوضى، والتدمير.
أيها العالم: الرياضة حرية الشعوب في التعاطي مع بعضها، وليست ساحة حرب ابتدعتها قطر.
تسيس الرياضة قتل لحريتها، وحتى لا يحدث يوماً ما، أن تكون مهمة المعلقين أن يشتموا بعضهم، فالرياضة أخلاق، وقيم، وحضارة، وليس فيها حيز لوجود طفيلي يقتات على القضايا السياسية.