«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
في الوقت الذي اتحد كبار القوم في الرياضة العربية، وتبنوا مبادرة «احتجاجية» أسموها #رياضة_بلا _سياسة وتقديمها للأمين العام لاتحاد كرة القدم «الفيفا»، ضد مجموعة قنوات beIN SPORT القطرية، وذلك إثر تعمُّد مذيعيها ومعلقيها ومحلليها إقحام السياسية في برامجها الرياضية واستوديوهاتها التحليلية، وخلال مجريات مباريات كأس العالم المقامة حالياً في روسيا أصدر الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بياناً إعلامياً حول الممارسات غير الأخلاقية والمهنية من قنوات بي إن سبورت القطرية التي تخرج بالرياضة عن مفهومها ورسالتها الحقيقية المتفق عليها عالميًّا. وجاء في بيان اتحاد الإعلام الرياضي: يستنكر الاتحاد سعي قنوات بي إن سبورت الدائم لاستغلال حصولها على حقوق بث البطولات العالمية، وتمرير رسائل سياسية وفكرية ليست من الرياضة في شيء، في مشاهد تثير الكراهية وتشوه منافسات الرياضة وكرة القدم تحديدًا، بما لا يتوافق مع قيم الرياضة وأخلاقياتها الراسخة.
وتابع البيان: القناة القطرية تبنت الممارسات الداعمة التي تبث برامجها من وكر الدولة الداعمة للإرهاب في كل مكان، والراعية للقلاقل والفتن السياسية في كل بلد بوضوح تام في التغطية الحالية لكأس العالم 2018م، حيث استغلت القناة دون مراعاة لأمانة النقل وأخلاقيات العمل خسارة المنتخب السعودي لتنفث من خلال محلليها وضيوفها أهدافها البغيضة، في محاولة مفضوحة لإقحام السياسة في الرياضة واستغلالها لأهداف خارج إطارها، وفق مسعاها الدائم لزرع الفتن والبغضاء، وللأسف خلع ضيوف القناة ومحللوها وجه الحياء وتخلوا عن قيم العمل وشرف المهنة بصورة تدعو لكثير من الاشمئزاز، فإن الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي وهو يتابع مثل هذه التجاوزات ويرى استمرارها دون رادع، فإنه يرفض هذا التوجه الرخيص من قنوات bein sport. ويدعو الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي كل منسوبي الإعلام الشرفاء في الوطن العربي للوقوف ضد من يسيء لقيم المهنة ومصداقية الإعلام ورسالته ويبث الكراهية بين الشعوب. كما يعلن أنه سيبدأ في مخاطبة اتحادات الإعلام القارية والإقليمية والعالمية، لردع مثل هذه الممارسات الدخيلة على مهنة الإعلام السامية، للوقوف ضد هذا التشويه لرسالة الرياضة وقيمها وشعبيتها، مؤكدًا أهمية اتخاذ الاتحادات الرياضية الإعلامية موقفًا واضحًا تجاه هذا العمل غيرالأخلاقي.ويهيب الاتحاد السعودي للإعلام بالمظلة المسؤولة عن كرة القدم التدخل لحماية اللعبة الشعبية الأولى من هذا العبث والتشويه. وكان القائمون على مبادرة (رياضة بلا سياسة) دعوا جميع عشاق كرة القدم للمشاركة في مبادرتهم عبر الدخول إلى الموقع الإلكتروني http://www.sports4everyone.org وتسجيل احتجاجهم على ممارسات القنوات القطرية للرفع بها إلى الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». ويطلب القائمون على هذه المبادرة من (الفيفا) التحرك الجاد والفوري تجاه التسييس المفضوح الذي تمارسه مجموعة bein sport في قنواتها، وتحديدًا ما بدر منها مع انطلاقة مونديال كأس العالم المقام حاليًا في روسيا بصفتها ناقلاً حصريًّا للمسابقة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ إذ ارتكبت بذلك مخالفة نظامية؛ تستوجب المساءلة والعقاب.وشدد القائمون على مبادرة #رياضة_بلا _سياسة على أن صمت الفيفا تجاه تجاوزات القنوات القطرية من شأنه أن يهز الثقة في المنظمة الدولية ومبادئها؛ وهو ما قد يفتح الباب واسعًامام تسييس الرياضة والتسييس المضاد؛ وهو ما قد يُخرج المتعة الكروية والرياضية عن نصابها الصحيح والسليم.
وكانت سقطات قنوات بي إن سبورت قد توالت، نستشهد بما قام به أحد ضيوف القناة بإقحام السياسة بالرياضة من خلال قوله زيفًا بأن السعودية تخلت عن القضية الفلسطينية؛ مما يجعله من السهل عليها التنازل عن ملف المغرب لاستضافة كأس العالم 2026. وفي موقف آخر تناقش ضيوف البرنامج مع مُقدمه حول خسارة المنتخب السعودي أمام روسيا حيث قالوا إن الخسارة لن تحرك ساكنًا في المسؤولين السعوديين بسبب فرحتهم بفوز الولايات المتحدة بتنظيم كأس العالم 2026 وقام ضيوف القناة بمهاجمة رئيسَ الهية العامة للرياضة تركي آل الشيخ نظير تحمله مسؤولية خسارة المنتخب السعودي، مشككًا بولائه.
وفي موقف يعزز لانزلاق القناة، بثت القناة تصريح لاعب برشلونة السابق واللاعب الحالي لنادي السد القطري شافي هيرنانديز، مطالبًا بوقف الحصار المفروض على قطر.
كما تحدث الضيوف عن خسائر المنتخب السعودي بشكل متحيز ووصفوا خسارته من المنتخب الروسي بالمهزلة والفضيحة، وأن الاتحاد السعودي لكرة القدم حشد جهوده من أجل الملف الأمريكي 2026 على حساب منتخب بلادهم. ووصف ضيوف البرنامج الرئيس ترامب بأنهُ شخص أحمق واستبدادي، نظرًا لزعمهم بتهديده للدول التي ستصوت لصالح المغرب في حق استضافة كأس العالم 2026، وقالوا إنه يجب على الفيفا أن يسحب من الولايات المتحدة حق الاستضافة. ومن ثم تطرق الضيوف إلى أن السعودية تخون العرب كافة من خلال إعطاء أمريكا صوتها. ويشير المعلق إلى أن «أقرب الناس» قد خانوا المغرب في ملفها لاستضافة كأس العالم، مرسلا رسالةً مفادها أن ما تفعله اليوم ستجنيه غدًا، وأن التاريخ لن ينسى من وضع مصالحه على حساب الوحدة العربية. وفي موقف آخر، يتحدث مقدم البرنامج عن صحيفتين تونسيتين كانتا قد غطتا ردود أفعال حول الأزمة الخليجية خلال مباراةٍ نهائيةٍ لكرة القدم حيث رفعت الجماهير شعارًا مناهضًا للمقاطعة القطرية جاء فيه: «كرهناكم يا حكام! تحاصرون قطر وإسرائيل في سلام». وكان المستشار في الديوان الملكي مشرف مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني، اعتبر «انزلاق بي إن سبورت القطرية في تسييس الرياضة والجمع غير الشرعي لمعلومات المشاهدين بمخالفة صريحة لعقود النقل ومايشكله ذلك من تعدٍ على الخصوصية والمبالغ المالية العالية التي يفرضونها من دون رقابة سيفتح المجال واسعاً لبحث المشاهد عن مصادر غير معتمدة مهما كانت الجهود الحازمة في ذلك».
وتابع: وقد يمتد ذلك لخارج الشرق الأوسط أيضاً. الفيفا مطالب بوقفة شجاعة وتاريخية لإعادة تنظيم حقوق البث التي تثير تساؤلات كثيرة مشروعة بخصوصها في منطقة الشرق الأوسط. وأعيد تأكيدي على استنكاري المعروف لديكم جميعًا لكل بث غير رسمي، إضافة لاستنكاري الشديد لما يقوم به الناقل الرسمي. وأضاف: الناقل الرسمي إمكانياته التقنية والقانونية كما هو واضح ضعيفة ومتهالكة ولا يستطيع حماية الحقوق. ما أخشى أنه سيفتح المجال لتكرار التجربة بالعالم كله. وكسر الاحتكار بدأ الآن ككرة ثلج أخشى أنها لن تتوقف مهما بذلت الحكومات من جهود. فهل يقف الفيفا موقفًا حازمًا وتاريخياً ؟.. نتمنى ذلك.
وكان رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ قد أكد بأنه سوف يقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه كل التجاوزات الصادرة عن قناة «بي إن سبورت» تجاه السعودية ومنتخبها ورياضتها ومسؤوليها، واستغلالها الرياضة لأغراض سياسية مؤكداً بأن هذا دليل جديد على صحة موقف الجهات المختصة السعودية حين حظرت هذه القناة عن أراضيها.