نهنئ أنفسنا جميعاً بمناسبة مرور عام على ذكرى بيعة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لولاية العهد في مملكتنا الحبيبة، وإنني في هذه المناسبة الغالية لا يسعني سوى أن أتقدم بالدعاء إلى الله أن يحفظ سموه وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يعينه على تحمل هذا الحمل الثقيل وأن يسخر له عباده المؤمنين وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه وتدله على فعل الخير.
عام من الإصلاحات الاقتصادية والإنجازات التي تحققت على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، عام من الأحلام والأمنيات التي كنا نراها بعيدة وغير ممكنة من وجهة نظرنا البسيطة ولكن بفضل من الله وكرمه قد تحققت على يدي سموه الكريم.
رجل لم يخش في الله لومة لائم، رجل طموحه يعانق السحاب، رجل محب لوطنه، ومن هذا المنطلق شق طريقه للنهوض بأحلام الوطن وتمكين شبابه وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه وتنمية وتعزيز اقتصاده. لن تكفي الصفحات والأوراق لذكر ما قام به سيدي سمو ولي العهد -حفظه الله- لهذا الوطن وما ينويه وما يحلم به، ولكننا سنذكر بعضها لعل فيها ما يحقق الجزء اليسير من حق سموه علينا.
لا شك أن الشخصية القيادية لسمو ولي العهد -حفظه الله- ليست بمستغربة لطالما أن والده هو المدرسة العظيمة وأحد أبناء مؤسس هذه البلاد ألا وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي استمد منه الحزم والقوة في الحق، والحكمة في القرار، وتحمل المسؤولية، وحرصه على فعل الخير وحبه لوطنه.
ولعلي في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا أن أذكر بعض ما رأيته ولمسته شخصياً من سموه -حفظه الله- حينما تشرفت بمزاملته خلال دراستي الجامعية في جامعة الملك سعود وهو أنه كان حريصاً على حضور المحاضرات، والاستفادة والتعلم، وكان دائماً ما يذهب بنفسه إلى مكاتب أعضاء هيئة التدريس ليناقشهم ويسمع منهم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى انضباطية سموه، وحرصه على طلب العلم واحترام وتقدير زملائه ومعلميه.
وهذا ما يعكس حقيقة مسارات العمل الإداري ببعديه «التخطيط الإستراتيجي» و»التنفيذ الإشرافي»، وذلك من خلال شخصيته القيادية التي نشأت وتبلورت في كنف والده وما تعلمه منه وخصوصا بعد عمل سموه في إمارة الرياض وهيئة الخبراء وإشرافه المباشر وترأسه لعدد من اللجان.
أيضاً من المواقف الشخصية التي أحببت أن أذكرها والتي تعكس الجانب الأخلاقي لسموه الكريم أنه دائماً ما كان يبادر بالسلام مباشرة حين أقابله ويستمع للحديث ومنصت ودائماً ما يحمل ابتسامة وهذا دلالة على ما يتمتع به من تواضع وحسن الخلق.
وبالعودة إلى ما تحقق للمملكة من إنجازات قام بها سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- من خلال تشكيل مجلسين للشئون السياسية والأمنية والآخر للشئون الاقتصادية والتنمية، والإعلان عن رؤية المملكة 2030 ومبادرات برنامج التحول الوطني وبرنامج ضيوف الرحمن وبرنامج التوازن المالي وإطلاق عدد من المشروعات الاقتصادية والترفيهية والتنموية، وإعادة هيكلة بعض الوزارات والهيئات وتعيين قيادات شابة لإدارة المؤسسات الحكومية، وربط أعمال ومبادرات الأجهزة الحكومية بمؤشرات الأداء، لضمان نجاح هذه المبادرات بعد الله.
أيضاً ما تضمنه هذا العهد الكريم عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين من القرارات التاريخية التي تصب في مصلحة المواطن أولاً وهي قيادة المرأة للسيارات، والسماح بدخول العائلات للملاعب الرياضية، وفتح دور للسينما وتوفير العديد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات من خلال توطين بعض القطاعات، وهذا مما يؤكد على حرص قيادتنا الرشيدة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمواطنات وتحقيق رغد العيش لهم.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأدام الله الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي، وكل عام وأنتم بخير.