يوسف المحيميد
لن أتحدث عن المباراة الافتتاحية مع المنتخب الروسي، وليس مهماً أن يخسر المنتخب بالخمسة، فكثير من المنتخبات العالمية تخسر بمثل هذه النتيجة وأكثر، فقد خسرت البرازيل أحد أهم ركائز بطولات كرة القدم العالمية، أمام ألمانيا بسبعة أهداف في نصف نهائي المونديال الماضي 2014، وهذا طبيعي في كرة القدم العالمية، وفي المنتخبات الكبيرة، أما الصغار ممن لم يصلوا المونديالات قط في تاريخهم الرياضي، فلا أحد يعرف عنهم شيئًا، ولا عن دولهم المنسية.
إن حضور السعودية في حفل افتتاح المونديال هو أفضل وسيلة إعلام مهمة، تغني عما تدفعه بعض الدول من المليارات بحثا عن القوة الناعمة، فإن يحضر اسم الوطن أمام ملايين المشاهدين، وتعلو رايته الخضراء، راية التوحيد، في مشهد عالمي مهيب كهذا، هو أمر يغيظ الأعداء، وهو ما جعل بعض الشعوب العربية تتشفَّى بهزيمة المنتخب العربي السعودي، وتشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالتهكم السخرية والشتم.
ولعل المدهش أن هؤلاء العرب يلومون الاتحاد السعودي حينما صوَّت لصالح أمريكا وكندا والمكسيك في تنظيم مونديال 2026 في مقابل المغرب العربي، مع أن دولاً عربية أخرى صوَّتت ضد المغرب، ودول أخرى صوتت ضده عام 2006، لكن المملكة دائمًا هي الطريق الأسهل لكيل الشتائم، مع أن المغرب نفسها صوَّتت مراراً ضد مصالح المملكة في قضايا أمن واستقرار المنطقة، وهي أكثر أهمية من مجرد موضوع رياضي، ومع ذلك لم يعاقب السعوديون الشعب المغربي، ولم تتخذ حكومة المملكة موقفًا بسبب ذلك.
ولا أعتقد أنه مر على وطننا فترة كما هي الآن، ندرك فيها جيدًا مصالحنا على كافة المستويات، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فدعونا نصنع مستقبلنا بعيدًا عن وصاياكم ومطالباتكم، نحن أدرى بواقعنا ومستقبلنا منكم.