فهد بن جليد
في بريطانيا استجابت مطاعم الوجبات السريعة وعلى رأسها (ماكدونالدز) بالاستعاضة عن الشفاطات المصنوعة من البلاستيك بأخرى مصنوعة من الورق، تلبية لمُقترحات حكومية حول جدل تأثير البلاستيك على الصحة والبيئة معاً، رغم أن الأمر يعني تكلفة إضافية لخطوط إنتاج جديدة، وهو الأمر الذي حدث أيضاً في دبي مُنذ سنوات لناحية التوقف عن تضمين وجبات الأطفال مشروبات غازية، والاستعاضة عن ذلك بتقديم العصائر كبدائل مجانية، بعد جدل حول تأثير المشروبات الغازية والبطاطس على صحة الصغار، في كلتا الحالتين وغيرها يتبين حرص المطاعم العالمية على تلبية احتياجات وتقديرات المُجتمعات التي تعمل فيها واحترامها للقوانين والأنظمة والتكيف معها، وهو الأمر الذي عجزت عن فهم عدم تطبيقه لدينا حتى الآن؟ رغم أنَّ الجهات الر قابية والصحية تحذر من بيع (المشروبات الغازية) مع وجبات الأطفال، وتدعو لضرورة الاستعاضة عنها بالعصائر، التي يجب أن تدفع مُقابل اختيارها مع الوجبة فقط.
قبل عامين ناشدَت جمعيات سعودية عدة بضرورة إدخال 10 تعديلات على الوجبات السريعة حتى تكون مُفيدة وغير ضارة، على رأسها (الشوي بدل القلي، تخفيف الملح، نزع جلد الدجاج قبل الطبخ، إدخال الخبز البر كخيار مجاني، تقديم سلطات وفواكه مجانية مع كل وجبة، تدوين السعرات الحرارية والأهم دائماً تقديم العصائر بدل المشروبات الغازية), لم يستجب أحد لتلك المُناشدات حتى الآن، وإن كان بعضها ظهر كنصائح تثقيفية فقط وعلى استحياء، وهي خطوة أولية مقبولة نحتاج معها لخطوات تقيفية أكبر، مؤسف أنَّ مطاعم الوجبات العالمية تتعامل بمعيارين مزدوجين الأول داخل السوق السعودي همُّه الربح والربح فقط، والآخر خارجياً تستجيب فيه لمُختلف القوانين والأنظمة لتعمل من أجل صحة أفضل للمُجتمعات الأخرى، بتغيير شكل وأسلوب الوجبات، ودعم البرامج والأنشطة التوعوية.
نحن اليوم ننافس على المراتب الثلاث الأولى عالمياً في معدلات السمنة، ونسبة الوفيات في بلادنا بسبب أمراض السمنة والسكر والقلب المُتعلقة بها تتجاوز الـ70 في المائة، ممَّا يتطلب سن قوانين تجبر مطاعم الوجبات السريعة على إدخال تعديلات صحية على نوعية وجباتها ومكوناتها، والتوقف عن (تفخيخ) الوجبات بقنابل ضارة من السكر والدهون التي تسهم في ارتفاع معدلات السمنة وهشاشة العظام وأمراض القلب بين الأطفال والمُراهقين تحديداً، الزبائن الأكثر ضرراً من تلك المطاعم في مُجتمعنا، الأمر سهل فكل المطاعم العالمية مُستعدة للتكيف مع احتياج المُجتمعات التي تعمل فيها - كما يتضح أعلاه - فقط متى ما لمست الجدية، وهو الأمر الذي نحتاجه الآن؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.