رقية سليمان الهويريني
لم تذهب قرارات الحكومة السعودية الحازمة والصارمة والصادقة والشجاعة والحكيمة هباءً، بعد أن استنجد بهم الرئيس اليمني لإنقاذ بلاده المختطفة من الحوثيين فوجدها على مستوى المسؤولية وأهبة الاستعداد، وقام الجيش السعودي مع قوات التحالف بتوظيف الحزم والإرادة التي أنتجت إطلاق «عاصفة الحزم» كنموذج لتعاون إستراتيجي عربي إسلامي يهدف لتحصين بلادنا من المخاطر المحدقة بها ويحافظ على أمن واستقرار اليمن، باعتبار أن أمن الجزيرة العربية كلٌّ لا يتجزأ، واستقرار اليمن جزءٌ من هذا الأمن، وتحالف الدول الصديقة في هذه العملية يعكس اجتماع كلمتها في مناصرة الحق، ودفع شرور المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إيرانية. ولا شك أن انقلاب الحوثي على الشرعية هو مظهر لاختراق النظام الإقليمي العربي.
وقرار الغارات التي قامت بها جيوش التحالف لم تأت ردَّ فعل متسرِّع؛ بل سبقته مبادرات للحوار من لدن دول الخليج، وجهود سياسية مكثّفة لم تقابلها إلا عنجهية وجحود وعدوان! ورغم قسوة القرار؛ إلا أنه أعطى الثقة للجيوش العربية والإسلامية لدحر التمرد الحوثي والتهديد الإستراتيجي للخليج، كما أنه فتح صفحة جديدة من التعاون العربي بعدما شاركت قوات عربية تحت مظلة الجيش السعودي الباسل، حيث تكاتفت عدة دول عربية في العملية من بينها بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
وطالما أدت معركة (عاصفة الحزم) مهمتها، ودمرت ضرباتها الجوية مواقع الدفاعات الجوية والقواعد العسكرية التابعة للانقلابيين الحوثيين، وقصفت مخازن أسلحة استولت عليها نفس الجماعة؛ وها هي تدك معاقلهم في الحديدة فإننا نحمد الله تعالى أن منح بلادنا الحنكة السياسية والقوة العسكرية ومكّنها بالبأس من الجنود والمعدات، وكللتها الثقة الشعبية بالحكومة الحكيمة، وباركتها الدول العربية والإسلامية، وآزرتها الدول الأجنبية بالدعم اللوجستي خلال المعركة.
ولئن اضطرت بلادنا للقيام بهذه المعركة العسكرية الحاسمة؛ فإن الهدف السامي كان لأجل تثبيت الشرعية في اليمن، وإنقاذها من السقوط في هاوية الحرب الأهلية، أو الوقوع فريسة في أجندات خارجية تتطلع لتمزيق المنطقة وتحويلها بؤرة توتر وانفلات أمني.
ندعو الله أن يوفّق جهود الحكومة في نصرة الحق وردع الظلم عن الشعب اليمني، وأن يجنب الشعب الشقيق الفتن، ويعيد للبلد الحزين أمنه واستقراره، ليكون بالفعل اليمن السعيد!