نجيب الخنيزي
بتاريخ 14 من شهر يونيو الجاري افتتحت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 في ملعب لوجنيكي بمدينة موسكو. وكان حفل الافتتاح مبهراً، حيث تضمن مشاركة 500 راقص من بينهم راقص الجمباز والترامبولين، ورقصوا جميعاً على أغانٍ تعبر عن الفن الروسي.
يُذكر أن العديد من القادة الغربين في ظل التوتر السياسي الشديد مع موسكو امتنعوا عن المشاركة في حفل الافتتاح رغم مشاركة فرق بلادهم في الأولمبياد.
وكشف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، مبكراً أن حفل الافتتاح سينطلق قبل نصف ساعة فقط على بدء المباراة الافتتاحية التي تجمع بين منتخبي روسيا والسعودية، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم منتخبي مصر وأوروجواي، سيتولى إحياءه الموسيقار العالمي روبي ويليامز والسوبرانو الروسية الشهيرة آيدا جاريفولينا، بينما سيتولّى البرازيلي رونالدو الذي حصل مع منتخب بلاده على بطولة كأس العالم «مرتين» تقديم الكأس أمام ملايين المشاهدين.
وحضر حفل الافتتاح العديد من الشخصيات السياسية والرياضية يأتي في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وجياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بجانب عدد من أساطير الكرة العالمية ورؤساء الاتحادات القارية وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هذا وقد ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة افتتاح المونديال، ورحب خلالها بكافة مشاهدي كأس العالم، وأسرة كرة القدم بكل أعراقها.
كما أعرب عن سعادة روسيا باستضافة تلك البطولة للمرة الأولى، وأشار إلى أن البلاد استعدت بكل مسئولية للبطولة.
واختتم بقوله «مرحبا بكم في روسيا».
يعتبر المنتخب السعودي لكرة القدم الذي خاض أولى مباراة مونديال روسيا 2018 أول منتخب عربي وآسيوي يخوض مباراة افتتاح بطولة كأس العالم على مدى تاريخ البطولة الذي يعود إلى عام 1930م لكنه مع الأسف خسر المواجهة بخمسة أهداف دون رد.
وتعد مشاركة المنتخب السعودي في الدورة الـ21 لكأس العالم في روسيا المرة الخامسة له في تاريخه الرياضي بعد أن حسم تأهله بفوزه على اليابان بهدف مقابل صفر في الجولة الأخيرة من التصفيات التي أقيمت في الخامس من سبتمبر 2017 في جدة، ليكون بذلك أول المنتخبات العربية وصولا لنهائيات كأس العالم في روسيا، وإلى جانب المنتخب السعودي شاركت 3 منتخبات عربية، هي تونس ومصر والمغرب.
وإلى جانب أن مباراة الافتتاح حضرها الرئيس الروسي بوتين وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وقادة ومسؤولو الرياضة في الدول المشاركة في كأس العالم، وأكثر من 80 ألف متفرج، فإن أكثر من 7 مليارات نسمة في قارات العالم يتابعون هذا الحدث الكروي الكبير خلف الشاشات التلفزيونية.
ويشارك في بطولة كأس العالم بروسيا 32 منتخبًا لكرة القدم يمثلون 6 قارات في العالم، قسمت على 8 مجموعات تضم كل مجموعة أربعة منتخبات في المرحلة التمهيدية للبطولة تتناقص حتى تصل إلى نصف النهائي، فربع النهائي، فالمباراة النهائية، ويضم كل منتخب 23 لاعبًا تم اختيارهم ضمن القائمة الرئيسة للعب في البطولة بناءً على أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
بالتأكيد فإن الخسارة الفادحة للمنتخب السعودي أمام المنتخب الروسي (خمسة للمنتخب الروسي مقابل صفر للمنتخب السعودي) في افتتاح الدوري شكلت خيبة أمل كبيرة للجمهور السعودي، لكن الأمل أن يتم تعديل النتيجة في القادم من المباريات.
لا شك أن كرة القدم أصبحت الرياضة الشعبية الأولى عالمياً لها منذ بدايتها في شكلها الحديث في القرن التاسع عشر، وخصوصاً مع انطلاق دوراتها الأولمبية منذ عام 1934 وحتى الآن، بل وتتزايد أهميتها وشعبيتها الجارفة، فعدا كونها إحدى وسائل التسلية والمتعة والحماس، والهرب من الروتين الممل، وقيود العمل والاغتراب والتهميش في ظل الرأسمالية، وبخاصة طبعتها المعاصرة (الليبرالية الجديدة)، هي وسيلة للفئات الشعبية من مشجعي الرياضة للهرب من الفراغ والضغوط النفسية والمادية للعمل، وطريقة لإطلاق مشاعر الغضب المكبوتة بشكل جماعي أو فردي، كما هي وسيلة بديلة للحاجة للانتماء لكيان ما أكبر على الصعيدين الوطني أوحتى العالمي، خصوصاً مع ما يمكن تسميته بعولمة الكرة.
بطبيعة الحال لا يمكن فصل الرياضة بوجه عام وكرة القدم بوجه خاص، عن الاقتصاد والسياسة حيث هناك جملة من التشابكات والتداخلات القوية على هذا الصعيد.
للحديث صلة