يوسف المحيميد
بذلت أمانة مدينة الرياض ما تستطع خلال سنوات طويلة مضت، كي تجعل عيد هذه المدينة أجمل، ولكن في حدود استطاعتها، رغم ما تواجهه من انتقادات من المواطنين الباحثين عن ترفيه أجمل وأوسع نطاقًا، ومن أعداء الفرح والابتسامة والضحكات البريئة، من خلال بضعة مسرحيات تقدمها مجاناً للمواطنين، وألعاب نارية متفرقة، وحفلات شعبية محدودة تُقام في وسط الرياض.
لكن عيد هذا العام جاء مختلفًا، بعد أن تجاوز المجتمع التحفظ تجاه الحفلات الغنائية، ودور السينما، وغيرها من النشاطات الترفيهية التي كان تُشد الرحال لها إلى دول الجوار خلال أيام العيد في السنوات الماضية. لقد أزيحت كثير من الحواجز، وتجاوزنا كثيرًا من الأوهام، مع الحفاظ على ملامحنا، فمن كان يتخيل أن تغني أنغام في الرياض، وشيرين في جدة، وأن تحضر أوركسترا مارينسكي الروسية على مسرح إثراء في الظهران، وهي تحضر لأول مرة في الخليج العربي، ومن كان يتوقع أن السيرك الصيني في الظهران، وسيرك هوليود في مجمع غرناظة، السيرك الروسي في جامعة نورة بالرياض.
لقد تغيرت مملكتنا كثيرًا، فبعد أن كانت أمانات المدن تجتهد بأنشطة بسيطة، مشوبة بالقلق، وما قد يعيقها من تحفظات ترد من هنا وهناك، أوجدت هيئة مختصة، عملها الترفيه خلال كل أيام السنة، وليس العيد فحسب، ولا يتوقف على أنشطة بدائية لا تتناسب مع تطور هذه البلاد، بل أصبحت تتجاوز كثيرًا من دول الخليج، ودول الجوار، مما قد لن يصيبنا بالدهشة حين يزورنا أشقاؤنا من الخليج بهدف السياحة، فنحن نمتلك التخطيط والإمكانات المالية والكفاءات البشرية القادرة على تطوير كافة القطاعات، بما فيها الترفيه.
فالعيد هذا العام جاء مختلفًا، استمتعوا بأيامكم، وابقوا في مدن الفرح، مدن بلادي الممتدة التي تعرف كيف تفرح وتبتهج وتحتفل بأعيادها، جعل الله أيامنا كلها أعيادًا، وعيدكم مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.