فهد بن جليد
مُمارسات الحوثي وانتهاكاته غير الإنسانية في الحديدة هي القلق الأكبر الذي يجب أن يشعر به العالم اليوم، فتخاذل المنظمات الدولية عن القيام بدورها الرقابي في ميناء الحديدة لضمان وصول المُساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ووقف عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين من خلاله، واستنفاد كل الحلول الدبلوماسية المُمكنة للحوار الجاد، ومُماطلة الحوثي بالمُقترحات والحلول المطروحة، هو السبب الرئيس للقلق (المُتأخر) الذي تُظهره بعض الدول والمنظمات حول الوضع الإنساني عقب بدء عمليات استعادة الحديدة، والذي يتحمّل الحوثي وحده المسؤولية الكاملة عن نتائجها، كونه المُتسبب في هذا الوضع .
على المجتمع الدولي أن يعي اليوم بأنَّ تحرير الحديدة ومينائها يصبُّ في مصلحة العمل الإنساني في اليمن، ويُسرِّع من عمليات الإمداد وإيصال المُساعدات الإنسانية، وتدفقها بشكل صحيح إلى الشعب اليمني الشقيق، بعيداً عن الانتهاكات المُتكرِّرة التي تنتهجها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، فالمُساعدات الإنسانية المُقدمة للشعب اليمني تعاني من صعوبات بسبب سيطرة الحوثي على معابر وصولها، وهو ما يعرّضها للنهب تارة، ولحجز السفن التي تحملها تارة أخرى بفرض رسوم وضرائب وإتاوات غير شرعية بهدف التكسّب، بما يشكّله ذلك من تهديد للملاحة البحرية، ممَّا تطلب أن تتخذ الحكومة الشرعية في اليمن قرارها ببدء عملية استعادة الحديدة، وإيقاف العبث الذي يُمارسه الحوثي وانتهاكاته تجاه حرمان الشعب اليمني من وطنه أو حتى الاستفادة من المساعدات الإنسانية المُقدَّمة للتخفيف من معاناته.
خلال ثلاث سنوات قدمت دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية أكثر من 16 مليار دولار كمُساعدات إنسانية وإغاثية للشعب اليمني, وهذا أكبر دليل حقيقي على مدى دعمها واهتمامها بالوضع الإنساني في اليمن؟ ممَّا يفنّد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني بسبب الشرعية ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وبمشاركة الإمارات الذين تقدّموا - بالتزامن مع عمليات استعادة الحديدة - بمبادرة إنسانية جديدة تهدف لتكثيف وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر ميناء الحديدة، بتسيير جسر بحري من جازان وأبوظبي لنقل وتقديم المُساعدات الإنسانية لشعب اليمني الشقيق، وهي خطوة أخرى وجديدة تتطلب مُساندة المنظمات الإنسانية - بعيداً عن البكائيات - التي تحاول إيران وقطر ومن معهما تمريرها وتضليل المُجتمع الدولي بها، عبر بعض وسائل الإعلام المأجورة، بعد أن فوّت الحوثي على نفسه كل فرص الحوار السابقة معه، فمن لا يريد استقرار الحديدة بعودتها اليوم لحضن الشرعية، هو في الحقيقة لا يريد استعادة اليمن لاستقراره، أو يجهل أهمية ذلك على أقل تقدير.
وعلى دروب الخير نلتقي.