حميد بن عوض العنزي
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وخلال زمن قصير، وقصير جداً، صنع أكبر تحول في حاضر بلادنا، تحول تجاوز مجرد التركيز على البناء والمظاهر ذات الطابع العمراني، إلى ما هو أعمق على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.. داخلياً وخارجياً أذهل الأمير الشاب كل من تابع ويتابع هذا الانتقال المبهر.. على كافة الأصعدة تحولت البلد إلى حراك دؤوب يتجدد معه كل شيء، ويبعث الحياة في كل الاتجاهات.
إعادة تنظيم الخارطة الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي والسعي إلى استدامة مصادر الدخل بعيداً عن تقلبات أسواق النفط والطاقة، كان هذا على المستوى الاقتصادي بحد ذاته عملاً جباراً في مفاهيم الاقتصاديين، وكان البعض قد شككوا في نجاح تطبيق سياسات تنوع مصادر الدخل بهذا الوقت تحديداً الذي تعاني فيه التجارة العالمية واقتصادات عالمية كبرى كثير من الاضطرابات، إلا أن تكامل الفكر التنموي ما بين العمل على تغيير السياسات الاقتصادية وخلق مشروعات عملاقة أثبت أن العمل يسير في الطريق الصحيح وأن الثمار بدأت تجنى من بداية الطريق.
هذا الحراك والتغيير الضخم داخلياً لم يشغل محمد بن سلمان عن الشق الخارجي الذي يشكل هاجساً خطيراً لما تعيشه المنطقة من تغيرات جيوسياسية وتقلبات مؤثرة، ولهذا اتسمت السياسة السعودية الخارجية بالقوة والتأثير والتعامل بحنكة وحكمة مع حساسية الأوضاع وتشابك المصالح، ولعل في زيارات ولي العهد الخارجية ما يثبت قوة التأثير السعودي وتغيير موازين القوى لصالح مناصرة قضايانا العادلة، وشكل أمن المملكة واستقرارها منطلقا أساسياً للتعاطي مع الأحداث الإقليمية والدولية، ولهذا جاءت القرارات مواكبة لحجم المخاطر، سواء على مستوى التهديد الخارجي المتمثل بإيران، أو محاولة المساس بالأمن الداخلي متمثلاً بالجماعات الإرهابية وتدخلات دولة قطر.