حاورها - محمد المرزوقي:
وصفت خديجة إبراهيم في حوارها لـ«الثقافية»، أنها لا تميل إلى تصنيف نصوصها، التي جمعت فيها بين ما وصفته بنصوص نثرية، وأخرى شعرية، لتظل سمة (النص) فضاءً عاماً لما تكتبه، إذ أصدرت (مدارج دفء) عن الدار العربية للعلوم ناشرون، عام 2015م، فيما جاء إصدارها الثاني بعد ثلاث سنوات بعنوان: «عزوفة تراوغ الصمت»، الذي أصدرته عن (دار أثر)، مشيرة إلى أن النص من يصنف نفسه بين يدي القراء، مؤكدة على أن ما يميز إصدار عن آخر، وكاتب عن غيره، هي تلك النكهة الإبداعية التي يتذوق القارئ جمالياتها ما بين إصدار وآخر، مؤكدة على أهمية الاعتناء بعنوان الإصدار بوصفه هوية تجمع بين جمال فكرته وعمق مضمونها، لما سيجده القارئ بين ثنايا الكتاب.
* «معزوفة تراوغ الصمت»، ما الذي جعلك تخرجين عن صمتك إلى نشر هذا الإصدار؟
- ربما كان صمتاً من نوع خاص، فمنذ عام 2006 وأنا أنشر بالمواقع والمنتديات الأدبية، ولم يكن في نيتي إصداره في كتاب، وفي عام 2015 كان إصداري الأول (مدارج دفء) الذي أصدرته عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وبعدها لم يطل صمتي فقد راودتني الفكرة مجدداً وكان إصداري الثاني تحت مسمى (معزوفة تراوغ الصمت)، عن دار أثر للنشر والتوزيع في بداية هذا العام 2018
* لم يخل أغلب نصوصك من مقاطع شعرية، ومع هذا لم تصنفيها كآخرين وأخريات على أن يكون ديوان شعر، فما تعليقك؟
- لفظة نصوص أشمل وأعم، لذا فضلت أن تكون تحت هذا المسمى وبعيداً عن التصنيفات، ولأن الإصدار منوّع ما بين الشعر، والومضة، والنثر.
* في لغة نصوصك اعتماد على الإيحاء من جانب، ومخاتلة اللغة من جانب آخر، أهي بعض حيل (أنثوية) لتمرير ما لا تريد الكاتبة تدوينه؟
- الإيحاء في الكتابة يمثِّل فيها سمة الترابط المعنوي والمادي، ويكسبها ثراء، ويمنحها بعداً أعمق، ويصل الصورة بشكل كامل وغير مباشر،
وليس هناك حيل أنثوية أو ذكورية في الكتابة، فالكتابة الإبداعية لها نكهة خاصة بكل كاتب وبصمة تشير إلى تفرده بها.
* قسمت نصوصك إلى مقاطع، منها ما هو قائم بذاته كـ»قصص قصيرة جدا»، فهل راودتك فكرة أن يكون الإصدار مجموعة قصص قصيرة جداً؟
- أحياناً وأنت تكتب لا تستطيع أن تحدد نوع ما تريد كتابته، بل يفرض عليك لا شعورياً، وتجد ما كتبته يصوّر حالة ذاتية تحت تأثير اللحظة، وربما قد تكون قصة أو نصاً طويلاً أو ومضة! وبعدها تبدأ ملامح ما كتبته تتشكل لتكمله بشكل سلس ومتدفق، وقد راودتني فكرة إصداره في شكل مجموعة قصصية في لحظة ما، ولكن وجدتني أميل لكتابة الشعر والنثر معاً!
* قمت بترقيم مقاطع النصوص، فما الهدف من ترقيمها؟
- لقد تعمدت أن يكون لكل مجموعة عنوان محدد، وتجد الفهرس يحوي عناوين رئيسية وبداخلها أرقام، ليسهل التنقل بين النصوص والفقرات.
* هل تقلقك عناوين النصوص أكثر من نهاياتها؟ وهل زاحم عنوان المجموعة عنوان آخر؟
- اختيار العنوان مهم للكاتب والشاعر، فهو الإطار الذي يغلف به النص ويتكامل معه، ولا يقلقني ذلك، بل هو اهتمام وحرص لا أكثر، وأحياناً أترك النهايات في كتابة النص مفتوحة قابلة للتأويل، أما فيما يتعلّق بعنوان المجموعة، فقد كانت هناك عدة مقترحات وضعتها، فكان أقربها لقلبي هو العنوان الذي اخترته وهو: معزوفة تراوغ الصمت.
* ما الذي يشغل أفكارك بعد هذا الإصدار؟
- ما زال الوقت مبكراً على التفكير في إصدار جديد، وربما يكون إصداري القادم مجموعة قصصية قصيرة بإذن الله.