د. منصور بن صالح المالك
على إحدى القنوات العربية للأسف ظهر أحدهم يشتم وبفوقية وعبارات مقززة رعاة الغنم البدو القادمين من خيمة في الصحراء. هم عندما يريدون أن يشتموننا يسموننا رعاة الغنم وبدو الصحراء.. وهم لا يعلمون أن هذه مصدر فخر لنا. نعم نحن رعاة غنم.. والرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام رعى الغنم.. وكل الأنبياء والرسل رعوا الغنم (ما من نبي إلا قد رعى الغنم، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا). وليس عيباً في حضارة الشعوب وثقافاتها أن تسمى بمهنة معينة، ففي أمريكا مثلاً وهي أكثر دول العالم تطوراً وتقدماً يسمون رعاة البقر (الكاوبويز) بل إن دولاً عديدة تضع رمزاً لها أحد الحيوانات أو الطيور. أما كوننا بدواً فهذا شرف لنا فالبداوة هي أصل العرب. وصحراؤنا هي مصدر فخر واعتزاز لنا ولكل العالمين العربي والإسلامي بل للعالم كله. على هذه الصحراء نزلت الرسالة الإلهية ومن هذه الصحراء انطلقت الدولة الإسلامية التي بعثت النور في العالم كله. على رمال هذه الصحراء وقف عمر بن الخطاب وجيوشه تسقط إمبراطورية الفرس وإمبراطورية الروم وتصل إلى الهند والسند وتستعيد المقدس الشريف. نعم من صحرائنا التي تحتقرون انطلق نور عم البشرية كلها.. ومن صحرائنا خرج رجال خلدهم التاريخ.. ومن صحرائنا خرجت أعظم قصائد الأدب العربي وأجمل أساطيره.
ومن تحت رمال صحرائنا تخرج أثمن سلعة إستراتيجية للعالم.. تحرك مصانعه وتدير محركاته وتضئ مدنه وطرقه. على صحرائنا يقوم رعاة الغنم كما تقولون صباح كل يوم بتصدير ملايين البراميل من البترول والتي بدونها تتوقف الحياة في نصف العالم.
رعاة الغنم يفتخرون بأن أفضل مدن العالم العربي وجامعاته ومستشفياته ومصانعه وشركاته وبنوكه هي في بلادهم. ويفخر رعاة الغنم أنهم يدعمون أشقاءهم وأصدقاءهم حول العالم بالمال حيناً وبالغذاء حيناً وبالسياسة حيناً آخر. يفخر رعاة الغنم بأنهم في المقدمة وفي القيادة وهم الرعاة.