هالة الناصر
قد نبدو - نحن المشاهدين- لا ندرك حجم التعب المبذول والجهد الكبير الذي يبذل في إعداد وتجهيز البرامج والمسلسلات التي تبثها قنواتنا التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك، ولكن هذا لا يعفي القائمين على تلك الأعمال التلفزيونية من أن تقدم الحد الأدني من استحقاقها العرض على قناة تلفزيونية يشاهدها الملايين، جميع التلفزيونات لا تتحرك في الإعداد لهذا الشهر الفضيل إلا متأخراً، هذا الشهر الذي تتضاعف فيه نسب المشاهدة لعشرات الأضعاف لدرجة أن الكثير من الشركات العالمية لا تعرض إعلاناتها التلفزيونية سوى في شهر رمضان، بعض منتجي تلك الأعمال يتذمرون بأن تعميد القنوات لهم لا يأتي سوى متأخراً مما يضطرهم للإسراع في تنفيذ هذه الأعمال لدرجة أن أغلبها يتم عرضه ولم تخلص الكثير من حلقاته ليدخلوا في سباق مع الزمن تجعل عملية المنتجة تمت قبل عرض الحلقة بيوم أو يومين مما يجعلها تظهر هشة وبها الكثير من الأخطاء، هذا عدا أنها من الأساس ذات سيناريو ضعيف ومحتوى مسلوق، السباق مع الزمن يظهر في جميع الأعمال التلفزيونية الرمضانية، والاستعجال في تجهيزها يكتشفه أبسط المتابعين لدرجة وجود أخطاء تؤكد بأن الكثير مما عرض لم تتم مراجعته أو مشاهدته مرة أخرى لوجود أخطاء فادحة لو شوهدت مرة أخرى ليتم تعديلها بسهولة قبل عرضها، ضعف المردود المادي للقنوات التلفزيونية نتيجة الوضع الاقتصادي وانصراف أغلب المعلنين عن التلفزيون واتجاههم لمنصات التواصل الاجتماعي ليس بالعذر الكافي لضعف مستوى الأعمال التلفزيونية الرمضانية بهذا الشكل غير المسبوق،كتاب السيناريو ومعدو البرامج ومديرو القنوات المميزون في السابق لم ينجح منهم أحد في المحافظة على مستواه في هذا الشهر المبارك ولا أبالغ إن قلت بأن الجميع فشل بامتياز، وهذا يحتاج إلى وقفة مع النفس وإعادة ترتيب الأوراق لأن ترك الحبل على الغارب بهذا الشكل الغريب يبشر بأن القادم أسوأ وستصل القنوات التلفزيونية مع استمرار سلق البرامج لتسريح المزيد من منسوبيها بحجة الوضع الاقتصادي الذي زاده سوءاً عدم الحرص على التميز والركون لنجاحات الماضي التي لم تعد كافية لأن المنصات الإعلامية في زمن التكنولوجيا أصبحت بالملايين والمشاهد الذي يدير ظهره لك لن يعود مرة أخرى مهما فعلت!