المدينة المنورة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن توظيف الدين الإسلامي الحنيف في خدمة قضايا المناهج الدعوية والتيارات الدينية والاتجاهات الفكرية والثقافية المعاصرة وأدلجته بصورة مختلفة يعد قضية خطيرة جدًا، وذلك لأسباب كثيرة منها: خلط الحقائق المعروفة للدين الإسلامي الحنيف بغيره من الأشياء المناقضة له، ومزج العقيدة الإسلامية الصحيحة السمحة بغيرها من الإيديولوجيات المنحرفة، وتشكيل نظم معلوماتية وثقافية وفكرية جديدة لا تعبر عن سماحة الدعوة الإسلامية الغراء، وحصول حالات من الضغط النفسي على أفراد المجتمعات العربية والإسلامية بسبب نشوء أفكار متمردة غريبة، وتوليد قيم سلبية جديدة على أنقاض القيم الإيجابية والأخلاقية العالية.
وأشار الدكتور المغذوي إلى أن المناهج الدعوية والتيارات الدينية والاتجاهات الفكرية والثقافية المعاصرة في المجتمعات العربية والإسلامية تعد امتدادًا طبيعيًا للماضي بشكل أو بآخر مع وجود التحديات المعاصرة والمتغيرات المتنامية في المجتمعات العالمية، وأن الأشكال ليس فقط في وجود تلك المناهج والتيارات الدينية والفكرية المتنوعة، بل في الاحتراز بين الناس حولها من خلال المجادلات الحادة التي غالبًا لا تفضي إلى نتائج متقدمة ومأمولة في النجاح بشكل كبير ومرضٍ للأطراف المعنية.
وأوضح الدكتور عبدالرحيم المغذوي أن الأطراف المعنية بالمناهج الدعوية والتيارات الدينية والفكرية والثقافية تغيب عنهم أحيانًا كثيرة منهجية الحوار وآلية النقاش الجاد والهادف حول الموضوعات المطروحة بينهم بشكل أو بآخر وبالتالي لا يصلوا إلى نتائج متقدمة لأسباب كثيرة منها: القناعة بتلك المناهج والتيارات الدينية، والانتماء ظاهرًا أو باطنًا لها، وعدم المعرفة بها والثقافة عنها، وضعف الركيزة العلمية، وتهلهل الركيزة المنهجية، وضعف آليات الحوار والنقاش الهادف، وعدم التنبه إلى مخاطر الحدية في النقاش المفضي للفشل، وعدم الاحتياط في المسؤولية القانونية في الحوار والنتائج المترتبة عليه، والتأويلات الخاطئة في الحوار والنقاش، وعدم وجود الضوابط المنظمة للحوار والنقاش بين الأطراف المعنية.