بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد متخصص في العلوم الشرعية على أهمية إظهار مشاعر العيد للمسلمين، لأن الأعياد في الإسلام تتميز بارتباطها بمناسبات دينية صحيحة فهي جزء من تلك المناسبات والشعائر, فعيد الفطر إعلان لانتهاء وقت صيام الفرض, وهو إعلان للفرح برخصة الله سبحانه وتعالى وفي الحديث «إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته» رواه أحمد
وعيد الأضحى يعقب أعظم أفعال الحج, وبه يبدأ التحلل من محظوراته, وهو بالنسبة لغير الحاج فضل من الله بمشاركة الحجاج بعض شعائر الحج كذبح الأضاحي والتكبير.
وقال الدكتور عبدالله بن محمد السكاكر أستاذ الفقه بجامعة القصيم أن الأعياد تعتبر في سائر الأديان والثقافات فرصة للترويح عن النفس وصناعة أسباب السعادة كما أنها فرصة للتواصل وصلة الأرحام وتجديد العلاقات الإنسانية النبيلة كالأصدقاء والجيران القدماء ونحوهم ومن أجل ذلك رخص الإسلام بأنواع من اللهو البريء في أيام العيد جلبا لتلك المعاني حتى أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا في المسجد ولعائشة رضي الله عنها أن تستمتع بمشاهدة لعبهم.
مشيراً إلى أن الإسلام رغب في مشاركة المسلم إخوانه شعائر العيد ومظاهره على كل حال ففي صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين، وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين، ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن، قالت امرأة: يا رسول الله إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: «لتلبسها صاحبتها من جلبابها».
وإذا كانت الحائض الممنوعة من الصلاة مأمورة بحضور خطبة العيد وشهود دعوات المسلمين ومشاركتهم هذه الشعيرة العظيمة فمن المحزن أن ترى بعض الشباب متخلفا عنها بسبب السهر وقلة الاهتمام ولا شك أن هذا خسران عظيم.
وشدد الدكتور السكاكر إلى أن العيد فرصة لصلة الأرحام والأصدقاء والجيران وتصفية النفوس وطرح الخلافات والتقاطع وقد كان أهلنا قديما يقولون: (زيارة القاطع يوم العيد) بمعنى أن أقطع الناس لأرحامه يصلهم يوم العيد نابذا كل المشاعر السلبية التي تعيش معه العام كله، وإذا كان عيد الفطر يصادف انقلابا في مواعيد النوم وثقلا عن الحركة في النهار أو موسم إجازة وسفر فإن هذا لا يصلح عذرا للتنصل من واجبات الإنسان الدينية والاجتماعية ولعله يحصل للمسلم بصلة أرحامه وأصدقائه وجيرانه من الأجر وانشراح الصدر ما يفوق ما تركه من لذة النوم والاسترخاء.
مطالباً الآباء أن يعظموا مشاعر العيد الإيجابية في نفوس أبنائهم حتى يحترموها وينشؤوا عليها, وسيكتشف الإنسان عند كبره أن ذكريات الأعياد والمناسبات الجميلة هي من أجمل ما يجترّه ويستعيد ذكراه, فتجده لا يذكرها إلا انفرجت أساريره وبدت أسنانه وترحم على تلك الأيام وأهلها:
وتصرمت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام.