شرعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العمل على المتاحف التي اعتمد برنامج التحول الوطني دعم الهيئة في إنشائها وتشغيلها وتجهيز العروض المتحفية الخاصة بها والبالغ عددها 18 متحفا في مختلف مناطق المملكة من خلال قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة وقطاعات الهيئة الأخرى.
وتشكل هذه المتاحف مراكز حضارية كبيرة ومتطورة تتجاوز مهامها عرض القطع الأثرية إلى الأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعية.
حيث تنفذ الهيئة حاليا مشاريع متاحف الآثار والتراث في كل من: المدينة المنورة، العلا، تيماء، الدمام، تبوك، الباحة، حائل، القصيم، الجوف، نجران جازان، عسير، إضافة إلى متاحف قلعة الملك عبدالعزيز بضباء، قلعة الملك عبدالعزيز بحقل، المدرسة الأميرية في الأحساء، قلعة الوجه، متحف قصر شبرا التاريخي بالطائف، متحف الحدود الشمالية.
وكانت الهيئة قد شارفت على الانتهاء من إنشاء منظومة المتاحف الإقليمية الجديدة والبالغة 11 متحفا في مختلف مناطق المملكة، كما أنجزت الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات الاعداد والتصميم لعدد من متاحف التاريخ الإسلامي التي كانت تنتظر الآن التمويل للبدء في إنشائها.
وتشمل متاحف التاريخ الإسلامي كلا من: متحف التاريخ الإسلامي الذي اقترحت الهيئة أن يكون في منطقة قصر خزام في محافظة جدة ، كذلك متحف تاريخ مكة المكرمة في قصر الزاهر، ومتحف تاريخ الدولة السعودية في قصر الملك فيصل التاريخي بمكة المكرمة، ومتحف تاريخ المعارك الإسلامية الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - بأن تتبنى وزارة الدفاع إنشاءه بالتنسيق مع الهيئة، ومتحف في موقع غزوة بدر، إضافة إلى مراكز الزوار في أبرز مواقع التاريخ الإسلامي والتي تمثل متاحف مفتوحة في مواقع جبل أحد وجبل النور وجبل ثور، إلى جانب مشروع واحة القرآن الكريم في المدينة المنورة الذي اقترحه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وصدر أمر كريم بتحويل المقترح إلى هيئة الخبراء لمناقشة المشروع وتسليم الأرض للهيئة والانطلاق في بناء مشروع تاريخي كمتحف ومركز ثقافي تعليمي للقرآن الكريم، إضافة إلى المتحف الجديد لسكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة.
مشروع تطوير وتوسيع المتحف الوطني
وتبدأ الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، خلال الشهرين القادمين في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتوسيع المتحف الوطني.
ويعد المشروع أحد أحدث وأكبر المشاريع المتحفية على مستوى المنطقة العالم وأكثرها تطورا، حيث يتضمن مفهوماً جديداً للمتحف وتفعيل دوره الاجتماعي والحضاري في المجتمع، وتوفير خدمات جديدة من معارض ومسارح ومطاعم ومراكز تدريب وترفيه وغيرها، إضافة إلى فندق 4 نجوم.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تصريح صحفي سابق أن الهيئة ستعمل على إحداث نقلة تطويرية شاملة للمتحف الوطني وإنشاء منظومة متطورة من المتاحف الإقليمية والمتخصصة في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يحظى برعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ويشتمل على عدد من البرامج والمشاريع المتعلقة بالتراث الوطني.
وأبان سموه أن المتحف الوطني حظي بعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حينما كان أميرا لمنطقة الرياض، وقد تم إنشاء هذا المتحف كأهم المتاحف في العالم العربي، وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، عام 1419هـ ضمن الافتتاح الكبير لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمناسبة مرور مائة عام على دخول الملك عبدالعزيز رحمه الله الرياض، لذلك فإن أقل ما نقوم به اليوم بعد مرور كل هذه السنوات أن نعيد لهذا المعلم المهم رونقه وبهجته ونطوره هدية منا لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) ووفاء لمبادرته الرائدة عندما تولى الملك فهد الحكم حيث رأى الملك سلمان وأهالي الرياض تقديم مشاريع تبقى مع الزمن بهذه المناسبة فتم إنشاء هذا المتحف في فترة وجيرة وبمقاييس معمارية فريدة.
وأضاف سموه: «نحن ننفذ مشروع توسعة وتطوير المتحف من خلال فريق عمل عالي المستوى بالتعاون مع هيئة تطوير الرياض وبشراكة مهمة مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ورئيس هيئة تطوير الرياض، وسيكون بإذن الله مشروع رائد لإعادة تكوين المعروضات في المتحف وتوسيع القاعات الجديدة والتوسع أيضا في المواقع التي يأتي اليها الشباب بتوفير خدمات المقاهي وأماكن الكتب ونجعل هذه المنطقة مفتوحة يعيش فيها الناس بأجواء جميلة وفي نفس الوقت يلتحمون مع ثقافتهم، ونحن في فترة مختلفة الآن من التاريخ ونحتاج اليوم أن نتعرف على هذه الحضارات العظيمة التي عاشت على هذه الأرض ويعرضها المتحف الوطني».
وأشار إلى أن الهيئة ترمي في المقام الأول إلى من مشروع تطوير المتحف إلى تعزيز محيطه الثقافي لجذب أكبر عدد من الزوار وتمكينهم من الاطلاع على التراث الوطني الأصيل والاستمتاع بالزيارة وتحقيق تجربة سياحية ثقافية وترفيهية ناجحة، اضافة الى ايجاد أنشطة وبرامج ثقافية تعزز من قيمة التراث الوطني لدى المواطن وتنمي التجربة السياحية المتحفية وترسخ الهوية الوطنية الثقافية لديه، باعتبار أن المتحف هو أساس السياحة الثقافية.
ويهدف مشروع تطوير وتوسيع المتحف الوطني إلى إنشاء واحة حضرية وسط المدينة تربط بين الماضي والحاضر، وجذب فرص استثمارية نوعية تدعم من النسيج العمراني بالمنطقة، وتوفير منطقة متحفيه متكاملة بعروض متحفيه متطورة.
ويتضمن مشروع تطوير المتحف الوطني إنشاء فندق 4 نجوم بمساحة (13000م2)، وقاعة للعروض الزائرة بمساحة (3767م2)، ومنطقة المطاعم والمحلات بمساحة (6476م2)، إضافة إلى منطقة المدرج والأنشطة بمساحة (2285م2).
وتم استيحاء وتصميم منطقة الخدمات الاضافية من احدى مفردات العمارة المحلية وهي (الطرمة) والتي تعتمد على تصميم النواة بشكل مضلع في ساحة المدخل الرئيسية للمتحف بسقف زجاجي وفراغات مصممة على ثلاثة طوابق تحت الأرض.
متاحف «عيش السعودية»
كما تعمل الهيئة على الإعداد لإنشاء متحف «عيش السعودية» ضمن مشروع تطوير وسط الرياض، وقاعات «عيش السعودية في المتاحف الإقليمية»، ومتحف التراث العمراني بالدرعية، ومتحف الفن المعاصر في حي الطريف بالدرعية التاريخية.
بالإضافة إلى عدد من القصور التاريخية التي اقترحت الهيئة ترميمها وتحويلها إلى متاحف ومراكز تراثية.
وتعمل الهيئة على أن يكون هناك متحف في كل مدينة، ليدعم توجهات الهيئة في مجال توفير الجانب السياحي والترفيهي في كل مدن المملكة، حيث إن المدن التي توجد بها متاحف قديمة سيتم تطويرها لتصبح إحدى أهم أماكن الجاذب للسياحة للعمل على زيادة إقبال الزوار عليها، وهذه الخطوات لا يمكن أن تتم دون تحسين الكفاية الداخلية، والتطوير والتدريب للعاملين في مجال المتاحف، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع في البرامج المتنوعة.