ما إن يقترب موسم العيد حتى يمتلئ السوق بأنواع مختلفة من الألعاب الضارة للأطفال الصغار والكبار. ومنها الطائرات الحربية، والمدرّعات والمدافع والرشاشات، إضافة إلى الغواصات، ولا تغيب القنابل اليدوية والمسدسات والبنادق عن أسواق الألعاب، وهي الألعاب الأكثر إقبالاً وترويجاً..تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية الضارة المنتشرة في مجتمعنا مع الأسف الشديد، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، فإنّ بيعها ما زال منتشراً بلا رقيب ولامحاسبة رادعة، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة مع الاحتفال بالأعياد والزواجات وجميع الأفراح في المناسبات، وباتت هذه المواد تشكّل خطراً ليس على مستخدميها فقط، بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، لما تسببه أحياناً من حروق وتشوّهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقّتة، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جرّاء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوّث الضوضائي الذي يؤثّر على طبلة الأذن، وبالتالي يسبب خللاً وظيفياً في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين. وهذه الأنواع المختلفة من الألعاب لم تَعُد ألعاباً فحسب بقدر ما يمكن وصفها بأسلحة دمار شامل! مدمّرة بالحقيقة وملوّثة للبيئة. ومن أضرار الألعاب النارية والمفرقعات: من الناحية البيئية، نرى أنها تسبب تلوّث الهواء ببخارها الناتج من انفجار المواد الضارة المصنوعة منها. وفي حالة تكثيف هذه الألعاب فإنها بلا شك تلحق كوارث محققة بهذا المكان من إحراق وتلويث. كما يعتقد علماء النفس بأنه ربما تؤدي هذه الألعاب إلى انعكاسات نفسية سلبية على الأطفال عند كثرة ممارستها، والتي تدفع الطفل نوعاً ما إلى الميل لممارسة العنف.
وكذلك تنتشر ظاهرة التفحيط في الأعياد والزواجات: ولا شك من كان له أدنى رائحة من العلم الشرعي أن التفحيط محرم في الشريعة الإسلامية، وأن مرتكبه متوعد بالعقوبة جزاء إيذائه عباد الله. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
مخاطر وأضرار التفحيط والسرعة المميتة:
إزهاق الروح والحاق الضرر بالجسد. فالمفحط عند قيامه بالتفحيط والسرعة يعرض روحِه وجسده للخطر موتاً أو التعرض لعاهة مستديمة هذا إن لم يكن معه أحد، فكم أزهق التفحيط والسرعة من أرواح، وأقعد من أجساد.
كم من روح أزقهت، وكم من جسد أقعد، وكم من تلفيات حدثت للغير، ممن لم يركب مع المفحط أو لم يقف لمشاهدته وتشجيعه، كل سببه أنه كان يسير في الطريق.
خسائر مادية في الممتلكات العامة والخاصة. نتيجة الاستخدام السيئ للسيارة والسير برعونة يفقد المفحط السيطرة على السيارة، فيختل التوازن وتترنح السيارة وتصطدم بسيارات غيره أو ممتلكاتهم فتتلفها، إضافة لتلف سيارة المفحط، وهذا أهدار للممتلكات العامة والخاصة.
قد يكون التفحيط سببا لسلوكيات مرفوضة أو جرائم إن دخول المفحط عالم التفحيط يتعرف إلى مجموعة من المفحطين غالباً تكون سلوكياتهم سيئة، وقد يحرضون المفحط زميلهم على جرائم تهدد أمن المجتمع وأمانه.
معاناة الأهل: يتسبب كثير من المفحطين في معاناة أسرهم، وذلك بسبب الحوادث المترتبة على قيامه بالتفحيط والسرعة، وبسبب السمعة السيئة التي تلحق الأسرة بفعله.
قلق واضطراب نفسي: المفحط يكون في حالة نفسية سيئة، فما إن يشاهد سيارة من سيارات الأجهزة الأمنية، إلا ويشعر بالخوف والتوتر، وما إن يقابلُ شخصاًً إلا ويظنه متعاوناً مع رجال الأمن، فهو يعيش حياة قلق وخوف واضطراب نفسي، لا يستقر حاله.
تعطيل الحركة المرورية وحدوث اختناقات في السير..
تجمع الشباب العاطل والتسبب في الفوضى، والتعدي على غيره وتدميرالممتلكات نتيجة تجمع أعداد من المتجمهرين لمشاهدة المفحطين من قبل الشباب العاطل، أو المراهق يحدث تجمعهم فوضي وازدحام، وقد يتسبب تجمعهم في تعديهم على غيره وإتلافهم للممتلكات،
ما أسباب التفحيط؟ لماذا يفحط شبابنا؟
ضعف الوازع الديني: التفحيط أمر يرفضه الشرع، لا يقدم عليه إلا من ضعف الوازع الديني لديه، وقلت خشيته الله.
الرغبة في البروز وحب الشهره: عدد كبير ممن يمارس التفحيط تكون لديه الرغبةً في البروز والتميز، وحب الشهرة، فيقوم بالتفحيط للفت الانظار إليه وتهافت المشجعين.
الرغبة في التقليد ومحاكاة الغير: وهي من خصائص مرحلة المراهقة وعدم الادارك ، ذلك أن المراهق يقلد كثيرا من السلوكيات الخاطئة التي يكتسبها من أقرانه، إن لم يحسن اختيارهم .
ضعف متابعة الأسرة، وانشغالها ، بعض الآباء يعتقد أن دوره ينتهي بشراء السيارة لابنه، ولا يكلف نفسه بمتابعةَ كيفية استخدام ابنه للسيارة، ومنعه منها إن أساء استخدامها .
وسائل الإعلام الضارة غير المنضبطة والألعاب الإلكترونية: عدد من الشباب يتأثر بما يشاهده من خلال التلفاز من أفلام مطاردات وسرعات جنونية فيحاول الشاب تقليدَ تلك الحركات التي يشاهدها في الفيلم أو أقراص C.D. كما أن بعضهم يتهادى أفلام فيديو لمشاهد عدد من حركات التفحيط المسجلة، وقد يشاهدها الشاب للتسلية، ولكن سرعان ما تثير تلك الأفلام لديه الرغبة في التفحيط.
ما العلاج؟ من أهم الحلول للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة المدمرة؟
زيادة الوعي بين الشباب والتذكير بأضرار ومخاطر التفحيط والسرعة.
على الأسر وخاصة الأباء والأمهات والإخوان والجيران حسنِ تربية أبنائهم، ومتابعة سلوكاتهم .
قيام الجهات الأمنية والإعلامية بدورها التوعوي، والمعاقبة لمن يقوم بتلك الأعمال بسن قوانين رادعة وجزاء صارم لمعاقبة المفحطين ومصادرة سياراتهم ومعاقبة المشجعين والمتجمهرين.
قيام قادة الإعلام والتجار والموسسات التعليمية والتربوية بدورهم التوعوي والتربوي لمساندة جهود الأسرة في التوعية بمخاطر تلك الأعمال.
وقت الفراغ: إن من أكبر المشكلات لدى الشباب خاصة، وقت الفراغ الذي يشعرون به فينبغي اشغال وقت فراغهم بتنمية مهاراتهم ورغباتهم فيما يفيد والنفس إن لم تشغلها بالطاعة أشغلتك بالمعصية، فوجود وقت فراغ كبير لدى الشباب قد يدفع بعضهم لتلك الأعمال الانتحارية.
فرجائنا وأملنا من مجلس الشورى الموقر والجهات الأمنية القيام بدراسة هذا السلوك الضار ووضع الحلول المناسبة له فمجلس الشورى والجهات الأمنية بما لديها من خبرات وقدرات متخصصة جديرة بحل ذلك والقضاء عليه.
وإنا لمنتظرون.