محمد آل الشيخ
في مؤتمر مكة المكرمة أسدل المجتمعون على الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأردن الستار، وفشلت كل الرهانات التي أراد منها المتآمرون على الأردن لإلحاقه بدول الربيع العربي، وثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن القطريين عادوا - كعادتهم - من المولد بلا حمص، يجرون ذيول الخيبة، بعد أن حاولوا سحب الأردن من حلفائها التقليديين، وعلى رأسهم المملكة، وإلحاقها بالحلف التركي الإيراني القطري. في قطر تستطيع أن تقرأ توجهات حكومتها من خلال خطاب قناة الجزيرة، الذي كان واضحا أن ثمة انتهازيين أوغاد، على رأسهم حركة جماعة الإخوان، تعمل بكل قوة لتحقيق هذا الهدف، من خلال تأجيج الاضطرابات والمظاهرات والتمرد على النظام كما هو ديدنهم إبان ما كان يسمى الربيع العربي، لقلب الطاولة على النظام الحاكم، مثلما فعلوا في سوريا وليبيا ومصر، عسى ولعل أن تجد جماعة الإخوان الإرهابية موطئ قدم لها في الأردن، غير أن هذه المحاولات المستميتة سحقتها مبادرة المملكة والإمارات والكويت، وانتهت تماما. قطر المتمردة على محيطها الخليجي ظهرت هذه المرة وكأنها بطة عرجاء صغيرة تحاول أن تستجمع قوتها للقفز من الحوض المائي الذي وجدت نفسها فيه، لكنها فشلت وماتزال تفشل لأنها ببساطة لا تملك (القوة) الذاتية التي تدفعها للخروج من الحوض، وليس لدي أدنى شك أن المؤشرات التي تلوح في الأفق تنذر أن سنوات عجاف تنتظرها في المستقبل القريب، لا سيما إذا قررت الولايات المتحدة ضرب المفاعلات النووية في إيران، فإيران - طبعا - لن تقف مكتوفة الأيدي، وإنما سترد من خلال قصف قاعدة العديد في قطر، والإيرانيون كما هو معروف لا يملكون أنظمة توجيه دقيقة لصواريخهم، ما يجعل قصف الدوحة محتملا، ومحتملا جدا، وقطر دويلة صغيرة تحفها المياه من جميع جهاتها، بعد إلغاء منفذ سلوى، وحفر القناة المائية على حدودها الغربية، لذلك فإن القطريين، وبالذات الموسرين منهم طفقوا يتملكون ملاذات آمنة خارج قطر، بعد أن أصبحت (جزيرتهم) تكتنفها الأخطار من كل دول الجوار، في حين أن ساستهم، وعلى رأس هؤلاء الساسة حمد بن خليفة الذي يملك كل مقاليد السلطات بيديه، مازال يصر، وبغباء منقطع النظير، أن بإمكانه التحدي والمقاومة، رغم أنه لا يملك من أسباب المقاومة سوى قناة يديرها وافدون، سيكونون أول من يتخلى عنه، إذا ماوجدوا أن النهاية حتمية، وكل ما تطرقت له آنفا يجعل هذه النهاية الكارثية قاب قوسين أو أدنى في ظل اتصعيد غير العقلاني إطلاقا التي تواجِه به دولة الولي الفقيه ما يكتنفها من أخطار يزداد احتمالها كل يوم جديد.
لا حل للمأزق القطري، وبالتالي لأهل قطر، إلا التخلص من هذا المجنون الأهوج الذي اسمه «حمد بن خليفة»، فهذا الرجل المعتوه، وكذلك من يتحلقون حوله، يبدوا أن قراءتهم الاستشرافية للأخطار التي تحيق بدويلته الصغيرة هي أقل من الصفر.
الأردن أخرجها حنكة قادتها من المأزق، وباءت محاولة القطريين بالفشل، فهل ثمة في قطر رجل رشيد عاقل يأخذ على يد هذا المعتوه، الذي هو الآن فعلا لا قولا كمن يعيش في صحراء قاحلة يحفها السراب من كل جانب.
إلى اللقاء