أ.د.عثمان بن صالح العامر
مع أن هذا النص الرباني الخالد جاء ختاماً لبيان حال طرفي الحياة الزوجية عند وقوع الطلاق الذي يعتبر أعقد مشكلة اجتماعية عبر التاريخ، إلا أن العبرة في الشريعة الإسلامية - كما نص على ذلك الأصوليون والفقهاء - (بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
وعلى هذا التقعيد وبناء على ما ورد أعلاه فإن من المأمور به شرعاً، والمجبول عليه الخلق فطرة، والمستحسن عقلاً، والمتفق مع أعراف وعادة وقيم وتقاليد مجتمعنا العربي أن ينزل الناس منازلهم، وأن يكون لأهل الفضل قدرهم، فالله عز وجل خلق الناس متفاوتين في المكانة، وجعل بَعضُنَا لبعض سخريا.
وإذا كان هذا الأمر المندوب إليه مستحسن في كل حين وآن فهو في مثل هذا اليوم المشهود (يوم عيد الفطر المبارك) أكد وأهم، ولذلك كان هذا التذكير في مقال اليوم الذي يوافق هذه المناسبة السعيدة.
- وأول من لهم الفضل بعد الله في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز فهمًا من في عنقنا بيعة لهما على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وألا ننازع الأمر أهله،ومن مستلزمات هذه البيعة الشرعية الاعتراف بفضلهما والمباركة لهما في مناسباتنا الشرعية والوطنية، ويمثلهما في مناطق المملكة الثلاثة عشر أمراء المناطق كما هو معلوم، وحق أمير المنطقة التشرف بالسلام عليه والمباركة له في الوقت المخصص للمعايدة في هذا اليوم.
- وممن أكد على حقهم الرب ولهم الفضل بعد الله في وجودك في هذه الدنيا الوالدين (الأم والأب) فحفظ لهما حقهما واحرص على أن تكون معهما في هذه المناسبة مهما كانت ظروفك ومشاغلك ومكان إقامتك، فوجودهما أحياء نعمة عظيمة ومنة من الرب كبيرة وفرحتهما بك وبزوجتك وأولادك في صباح العيد فرحة لا توصف.
- ولجنودنا البواسل المرابطين على الثغور حماة الحدود ودرع الوطن الذين يذودون عنه ويحرسونه بعد الله حق في المباركة بعيد الفطر المبارك، فهم لهم فضل كبير على كل مواطن ومقيم وزائر لهذه الأرض الخيرة صغيراً كان أم كبيرا ذكراً أو أنثى فلا عيد بلا أمن ولا سعادة دون أمان.
- وللعلماء.. والمعلم.. والجيران.. وأصدقاء الوالد.. والأعيان.. وكبار السن.. فضل علينا لا يمكن أن يتجاهل أو ينسى، فلنعرف لكل ذي فضل فضله، ولنفي هؤلاء الفضلاء حقهم في هذه المناسبة (عيد الفطر المبارك)، جعل الله عيدنا سعيدا وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير، ودمت عزيزاً ياوطني، ودامت أفراحنا في بلد الخير والنماء المملكة العربية السعودية، وإلى لقاء والسلام