رقية سليمان الهويريني
قبل حلول عيد الفطر المبارك بأيام؛ قدم وزير الصحة د. توفيق الربيعة نصيحة للآباء بعدم شراء الألعاب النارية لأبنائهم ورجاهم ألا يكونوا سبباً بإعاقة دائمة لهم فيندمون عليها طوال عمرهم. ولعل الوزير تفاعل مع حملة مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، التي أطلقها تحت وسم «في غمضة عين» للتحذير من مخاطر استخدام الأطفال للألعاب النارية.
ومع تثمين نصيحة الوزير؛ إلا أنني في كل عيد أعجب من انتشار ظاهرة الألعاب النارية أو ما تسمى بـ(الطرطعان)! برغم تحذيرات الدفاع المدني من خطورة تلك المفرقعات ونتائجها المفجعة على الأطفال، وأتساءل كيف دخلت كل هذه الكميات الهائلة، ويتم تداولها بيعاً وشراءً واستعمالاً دون متابعة من وزارة التجارة وهيئة الجمارك وأمانات المناطق وبلديات المدن وعدم محاسبة مروجيها؟! وكأنه لا توجد جهات مختصة لمنع دخولها للمملكة لاستخدام الأفراد؛ قبل التحذير منها! والأعجب تواجد البائعين أمام المجمعات التجارية وكذلك البيع الإلكتروني مما يستوجب تفعيل الرقابة عليهم ومصادرتها.
وقد يستغرب البعض من التحذير منها برغم أنها تستخدم رسمياً في المحافل والمناسبات ومهرجانات الأعياد وتقدم بعروض مبهرة كأحد طقوس الفرح والاحتفال، وهي بالواقع ليست خطرة بحد ذاتها ولكن احتمالية حدوث الخطر منها قائمٌ عندما يساء استخدامها من لدن الأطفال القاصرين، ولكن حين يقوم بها أشخاص مدربون ومهرة، فإن تلك العروض لا تشكل خطراً بل إن مرآها يبعث على السرور.
وجدير بأمانات المناطق تنظيم حملات توعوية تستهدف تغيير ثقافة المجتمع نحو الألعاب النارية، لتصبح فعاليات اجتماعية تعرض على مستوى عال من الإثارة والتشويق ليستمتع بها الحضور بدلاً من الممارسات الفردية بأيدي الأطفال، نسأل الله ألا يريهم مكروهاً.
أرجو أن يكون عيدنا مباركاً بلا فواجع ولا إصابات، وكل عام وأنتم بخير ووطننا يرفل بالأمن والاستقرار.