الحركة التي تصنع المجد، هي التي تبني الإنسان ويُعتمد عليها في بناء المكان، وهذا هو خط سير الكشافة العربية السعودية التي تحضر أفعالها قبل أن يحضر شخصها.
النجاح والتميز في العمل الأول ربما يكون أمراً مقدوراً عليه لدى أصحاب العزائم، لكن تكرار النجاح يزيد في التحديات، خاصة أنك تنافس مع نجاحاتك التي تحققها وتحاول قدر الاستطاعة أن تتعدّاها في ذات المكان وبنفس الإمكانيات، وكلما كررت النجاح زادت التحديات، إلا أن الحركة الكشفية السعودية تتعالى على كل التحديات وتحقق النجاح تلو النجاح.
بعض المهام الموكلة تعجز عن نعت جمالها، فكلمة «رائع» لا تمنحها حقها ؛ لأنها تفوق وصف الروعة وتتعدى الإبداع، وتخطو بسير النجاح الفائق، بهمم رجالٍ طموحاتهم وأهدافهم لا حدود لها.. ومنها المركز الوطني للأعمال التطوعية «بادر» بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة المكرمة، الذي يزدحم بالطلاب والكشافة وقادة التعليم في ساحاته هذه الأيام من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وترتفع من أعماله الأفكار والقيم المتحمسة لتقديم خدمات تطوعية متنوعة لضيوف بيت الله الحرام وتسهيل أدائهم نسكهم بكل يسر وسهولة.
الأعمال المستدامة تتوالى وتتعدّد حتى تخلق مجداً، للإنسان والمكان.. ومركز بادر التطوعي يفعل ذلك وأكثر، فعاماً بعد عام تعلو طموحات القائمين عليه وتزداد وتيرة إعجاب الناس به.
الجمال في مركز بادر التطوعي لا يعد ولا يحصى، فهو ميدان ترسيخ القيم والسلوك وملتقى المبادئ الإسلامية وقيم الانتماء الوطني وخدمة المجتمع، ولم تكن استعادة مركز بادر التطوعي استعادة للزمن الماضي، بل هو استحضار للزمن الحاضر واستجلاب لزمن المستقبل، فالجميل في مركز بادر التطوعي أنه ليس استعادة للزمن الماضي، بل هو للزمن الحاضر والمستقبل فهو عنوان لأداء الواجب الإيماني والشرف الوطني الذي اختص الله تعالى به أهل مكة المكرمة منذ الأزل وأبناء هذا الوطن الغالي منذ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس - طيب الله ثراه -، وظل هذا الشرف يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، ويعتز به ملوك هذه البلاد حفظهم الله ويجعلونه لهم أولوية فيما يقدمونه ويبذلونه من خدمات حكومية كبيرة وجهود مضاعفة من كل مؤسسات الدولة لضيوف بيت الله الحرام وقاصديه، كما أكد نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز في لقائه مع القائمين على المركز صباح أمس الأربعاء.
استمع الأمير عبدالله بن بندر للمدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي حين التقاه مع زملائه العاملين معه من قادة التعليم والكشافة، وتفاعل مع أدوارهم وما يقومون به على مدار شهر رمضان المبارك، ووصفه لهم بقوله : « أنتم فخر لنا «،
والأجمل أنه يعتبر كل هذا النجاح في مركز بادر التطوعي مع غيره من الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية نقطة الإكمال والاتفاق على وجوب تسخير كافة الإمكانات البشرية والمادية في ظل ماتوفره حكومة خادم الحرمين الشريفين لقاصدي المسجد الحرام.
بلا شك أن كل حركة مرتهنة بوعدها، وكل فرد فيها يُعرف بفعله وإنجازه، «أعِدُ أن أبذل غاية جهدي في أن أقوم بواجبي نحو الله ثم الملك والوطن وأن أساعد الناس على جميع الظروف والأحوال وأن أعمل بقانون الكشافة».