تحل علينا ذكرى البيعة المباركة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله متزامنة مع الخواتم الرمضانية وأيام عيد الفطر المبارك وهي ليست ذكرى تدون على الأوراق أو ذكرى نتذكرها في وقتها فحسب، بل هي تجديد للطاعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
إن البيعة هي التزام منا لولاة الأمر بالسمع والطاعة والدفاع عن هذا البلد الذي ننعم من خيراته ونعيش في أرضه وتحت سمائه ترفرف على رؤوسنا راية التوحيد وهي تملأ تلك المساحة الخضراء التي ترمز للنعم والخيرات التي منّ الله بها علينا جميعاً.
إن البيعة يمين لا تقسم باللسان فحسب، بل هي أفعال نؤديها ووطن نحميه وندافع عنه ونذود عن حياضه وهي رابطة الولاء التي تجمعنا بولاة أمرنا ولنا منهم حق الأمن والأمان والعدل والاستقرار الذي يسود هذه البلاد المباركة.
إن بيعة ولي العهد قد جاءت مبرهنة على عمق العلاقة المتينة التي تربط هذا الشعب بقيادته وولاة أمره وجاءت دالة على نقاء تلك الرابطة التي لم يعكر صفوها معكر لخلخلة هذا الصف المتين المتراص كالبنيان وها هي ذكراها تحل علينا ونحن كما عهدنا الجميع نجددها نقية بيضاء ونشهد الله عليها في سرنا وجهرنا.
إن المنجزات والإصلاحات التي شهدتها المملكة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بارزة وناصعة كالشمس وقد شهد الجميع لها في الداخل والخارج حتى إنه خلق لنفسه معركة مع الذات لأجل البلوغ بالوطن والمواطن إلى مصاف الدول الكبرى فمن حربه على الفساد إلى محاسبة المفسدين والمقصرين إلى بناء مملكة قوية قادرة على الاعتماد على نفسها في أحلك الظروف إلى بناء جيش وطني قادرٍ على حماية المملكة ومكتسباتها التي تحققت إلى طرح رؤية وطنية كفيلة بالنهوض بالوطن على المدى القصير والطويل.
إن الخبرة التي اكتسبها ولي العهد حفظه الله كبيرة وواضحة أمام الجميع على الرغم من قصر المدة التي قضاها في العمل السياسي والقيادي فقد امتلك الرؤى الواضحة والسياسة التي لا تقيم معياراً لشيءٍ إلا مصلحة الوطن والمواطن وهذا ما عبر عنه ويعبر عنه في كل لقاء أو مقابلة أو مناسبة فمن الإنصاف أن يطلق عليه مهندس السياسة السعودية الحديثة.
إن خبرته حفظه الله من ميدان عمله قد جعلته يدرك أن تقييم أداء الحكومة وكفاءتها لا يكون بحساب السنين والأعوام أو بالشهور بل باليوم والساعة فهو الذي يرى المملكة جزءاً لا يتجزأ من شخصه وهو الذي لا يأمن السلبي في عهده البقاء في منصبه ما لم يكن منجزاً وهو الذي يسمع رأي المواطن في المسؤول قبل أن يسمع رأي المختصين في التقييم.
إن ولي العهد أراد للمملكة أن تكون فتية شابة قادرة على التعامل مع كل المعطيات فهو الذي لم يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يحدث في الداخل أو الخارج سواءً كان الخارج قريباً أو بعيداً لأن ما يحدث بالجوار اليوم قد يحدث غداً في الداخل وهذا الاستشعار لا ينم إلا عن شخصيةٍ فذةٍ تعلمت القيادة والحكم من مدرسة الملوك وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومن شابه أباه فما ظلم.
إن البيعة تحل علينا ونحن نعيش في عالم تسوده مطامع الدول الكبرى ومخاوف الدول الصغرى والمملكة وحدها تقف في وجه هذا التيار الجارف لتحافظ على علاقاتها بجميع الدول بصورة تضمن بقاءها قوية في وجه كل التحديات الطارئة من هنا وهناك وتضمن سلامة مصالحها مع الدول الكبيرة والصغيرة والقريبة والبعيدة ولا شك أن هذا الأمر يتطلب مهارة عالية من الحكمة والحنكة والشجاعة في أي حاكم بينما نجدها صفة عادية يتمتع بها ولي العهد لأنه خريج مدرسة سلمان بن عبد العزيز المعروفة بصرامتها ووضوحها وحكمتها.
في ذكرى البيعة يتجدد الولاء ويحل الرخاء وتبقى المملكة محلقة في السماء يهابها الأصدقاء قبل الأعداء فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحفظ المملكة من شر الحاقدين والحاسدين.