فهد بن جليد
من حقنا أن نفرح مساء اليوم ونفتخر كثيراً بتواجد مُنتخب بلادنا في المحفل المونديالي العالمي، أعلم أنّ الوصول لكأس العالم ليس طموحنا الوحيد - فعلناها 4 مرات قبل ذلك - ولكنَّ مكاسبنا في موسكو كبيرة جداً وغير مسبوقة، فحفل افتتاح النسخة الحادية والعشرين من بطولة كأس العالم تتزين هذه المرة بحضور الأخضر السعودي كأول فريق عربي يقص شريط الافتتاح ويخوض المباراة الأولى مع البلد المُضيف، هذا بحد ذاته فرصة نادرة للكثير من المُنتخبات، فأنظار العالم تتجه صوب حفل الافتتاح ومباراة السعودية وروسيا، التي يُشرفها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - ليعطي حضوره المُرتقب صورة جديدة عن السعودية الشابة التي أبهرت العالم، ولعل الجميع يذكر تلك الصورة التي ظهر فيها سموه خلال حضوره مباراة السعودية واليابان التي تأهل من خلالها منتخبنا، والأثر الإيجابي الكبير الذي تركه ذلك الحضور على معنويات اللاعبين والجماهير داخل الملعب و خلف الشاشات.
في كرة القدم كل المُعادلات والاحتمالات مفتوحة، أملنا كبير وثقتنا لا حدود لها في أن يفوز مُنتخبنا الوطني على البلد المُضيف أو يتعادل عل أقل تقدير عطفاً على مباراته الأخير أمام ألمانيا، فهو يستحق إذا ما لعب أبطالنا بروحهم المعهودة وقدموا مستوى يليق بمكانة وسمعة الكرة السعودية، فقد حصل اللاعبون والطاقم الفني والإداري على كل الدعم المعنوي والمادي المطلوب لإنجاح المُهمة، كما أنَّ التحضيرات الفنية كبيرة استعداداً للمونديال، ولا عذر عن تقديم مستوى يليق بهذا الوطن وقيادته وملايين الجماهير السعودية والعربية والإسلامية التي تتابع وتُساند مُنتخبنا، لجعل فرحة قدوم عيد الفطر هذه الليلة ( فرحتين )، بعدما أنصفت القرعة (السعودية) بحضورها الجميل والمُبكر في هذا المونديال، لتحظى بالاهتمام والتغطية اللائقة بها وبمكانتها.
العالم بأكمله يتابع مباراة المُنتخب السعودي الافتتاحية هذا المساء، كل المُنتخبات المُشاركة تتمنى الحصول على مثل هذه الفرصة الترويجية الذهبية لجعل اسم بلدانها يتردَّد على كل لسان، لأن مباريات الافتتاح والنهائي تبقى دائماً عالقة في الذاكرة، أنا مُتفائل وعلى ثقة بأنَّ أبطالنا لن يُضيعوا هذه الفُرصة بجناحيها (الفني) لكسب النتيجة، و (الأخلاقي المُتحضر) لعكس صورة إيجابية عن السعودية البلد العربي المُسلم العظيم، فشباب العالم تحديداً يجب أن يتعرف على صورة السعودية الجديدة كبلد مُسلم مُنفتح وقادم بقوة كأحد أهم الوجهات العالمية المنافسة في السياحة والاقتصاد والاستثمار والرياضة والترفيه، بعيداً عن تلك الصور النمطية السابقة عنا كأكبر بلد نفطي في العالم فقط، هذا المحفل المونديالي الدولي سيختصر علينا خطوات كبيرة في مجال العلاقات العامة من أجل صورة بلدنا التي نأمل أن يراها ويعرفها العالم بالشكل الصحيح والحقيقي، إذا ما أحسنا استثمار هذا الحضور، بدءاً بمباراة الليلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.