«الجزيرة» - إبراهيم الدهيش:
- أزعم بأن الأغلبية – وأنا أحدهم – قد صفقوا لنجومنا حال انتهاء مباراتهم أمام ألمانيا كرد فعل طبيعي عفوي للأداء المقنع والمطمئن فقد أثبتوا في الموعد المناسب في المكان المناسب مع الخصم المناسب أنهم كما عهدناهم وكما هي ثقتنا فيهم.
- وبأن من كان يعيش حالة (بين البين) من فئة (المتشائلين) قد أعادوا حساباتهم وقراءاتهم بعدما برع نجومنا في إيصال الرسالة بشكل ولا أروع.
- سجلنا وأضعنا وكنا قاب قوسين أو أدنى من إدراك التعادل على أقل تقدير وقدم أبطالنا خاصة منذ الدقيقة الـ(25) مباراة تجلت فيها الثقة وبرزت الروح، أستطيع أن أقول إنها الأفضل والأمتع خلال مراحل التحضير كان الأخضر فيها في قمة توهجه وعنفوانه وحضوره المثالي من الناحية الفنية والتنظيمية واللياقية.
- فالأخطاء الدفاعية التي كثيرًا ما أشرنا لها كانت أقل بفضل التأمين الدفاعي المرتكز على التموضع (الصح) والمراقبة المباشرة اللصيقة كما أن اللعب على أخطاء الخصم في الثلث الأخير واللعب المباشر سهل عملية تطبيق أساليب التحول السريع وبالتالي أصبح الوصول لمرمى الخصم أكثر سهولة وفعالية.
- ولم يبق الا توظيف معطيات هذه التجربة في لقائنا الافتتاحي أمام روسيا مع الأخذ في الاعتبار أن لا نبني على تلك التجربة الناجحة بكل المقاييس أحلام وآمال عريضة قد تعصف بها مستجدات لم تكن في الحسبان كحال الكرة ومتغيراتها!
- ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً هو أن المنتخب الروسي صاحب التصنيف الدولي (70) ليس بذاك الفريق المخيف حتى وإن كان يفوقنا بفكره الاحترافي وقوته البدنية فتشكيلته تخلو من النجوم الذين يلعبون خارج روسيا باستثناء حارس المرمى واللاعب دينيس تشيريشيف ويعاني – كما أشار مدربه ستانيسلاف – من الأخطاء الدفاعية التي ليس لها ما يبررها على حد قوله ويشكو من ضعف مردوده الهجومي ولا يملك حلولاً كثيرة!
- والمطمئن أكثر أننا ندخل المباراة بلا ضغوط كما هي لدى الخصم الذي يلعب أمام جمهوره وعلى ملعبه.
- ولأننا لا نستطيع من وجهة نظر شخصية أن نمارس الضغط العالي أمام منتخبات تجيد (تقفيل) المساحات وتعتمد على البنية الجسمانية فالكرات الرأسية خلف المدافعين – خاصة والمنتخب الروسي يشكو ضعفاً واضحاً في منطقة العمق – ستكون أكثر فعالية وإيجابية.
- والاندفاع المبالغ فيه من قبل ظهيري الجنب قد يكلفنا الكثير خاصة أن المنتخب الروسي يبدو خطيراً في هجماته المرتدة كما بدا في لقائه أمام المنتخب التركي!
- والهجوم الخاطف السريع التي تتوافر فيه مقومات الهجمة المرتدة المثالية سيحسم اللقاء لمصلحتنا بإذن الله تعالى.
- وفي النهاية تأكدوا صقورنا الخضر بأننا (كلنا) معكم وثقتنا بعد الله فيكم كبيرة، فالقيادة دعمها لكم استثنائي والمواكبة الإعلامية أنموذج في الوطنية والمؤازرة الجماهيرية فاعلة ومشهودة ولم يبق الا أن تقولوا كلمتكم في هذا المحفل العالمي بداية من مباراة الافتتاح التي سيشاهدها كل العالم. وسلامتكم..