إن الوقوف للسلام الوطني وتحية العلم لا يعني وقوفاً لرقعة معينة كتبت عليها عبارات معينة أو رسمت عليها رسومات معينة، بقدر ما هو وقوف لتاريخ بلدٍ وعراقة شعب، وعظمة أمة، وإن علم المملكة قد حمل عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) الذي لا ينكس مثل أعلام الدول الأخرى حسب البروتوكولات المتبعة لأنه يحمل اسم الله ورسوله.
إن الوقوف للعلم والتحية له ليست حركة تؤدى في زمنٍ معين، بل هي لحظات نتذكر فيها جميعاً دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودماءهم لينعم بلدنا بالأمن والاستقرار ولنصل نحن إلى ما وصلنا إليه، وهو علم يختزل مضمونه التاريخ والتراث والأصالة.
إن تحية العلم والسلام الوطني ثقافة لا بد أن تعمم على جميع المستويات وفي جميع القطاعات الحكومية وعلى الصغار والكبار حتى نوجد جيلاً وأمة متعلقة بوطنها تدين له بالولاء ولديها حب الدفاع عنه والذود عن حياضه تجاه أي عدوٍ من الداخل والخارج، لأننا بهذه التحية نستشعر عظمة أولئك الرجال الذين قاتلوا وحاربوا وجرحوا واستشهدوا لأجل أن ينعم من بعدهم بالدعة والراحة والأمان وهذا هو المغزى من وجود الأعلام ورفرفتها فوق كل المباني للوزارات والهيئات والسفارات.
إن علم المملكة قد جاء باللون الأخضر ليعلم كل طفل وشاب وصغير وكبير أنه ما رأى هذا اللون بسهولة، وإنما بجهود رجال صدقوا الله ما عاهدوه عليه، وقدموا الغالي والنفيس حتى يكون هذا العلم أخضر مبدياً الخضرة والنظارة، ولم يتضمن اللون الأحمر أو غيره، أفلا يستحق منا أن نقدم له التحية وفاءً لمن قدموا أرواحهم رخيصة لأجل أن يكون بهذا اللون الأخضر المظهر للنعمة والراحة والدعة؟؟؟
إنني أتمنى وأقترح على كل الجهات وخاصة الأمانات والبلديات في مختلف مناطق المملكة أن تقيم نصباً تذكارياً في كل مدن المملكة وفي أشهر ميادينها يتضمن (رمز المنطقة وبجواره العلم الوطني) حتى يؤدي الناس التحية له في كل المناسبات والأعياد الوطنية التي تشهدها المملكة، كما هو معمول به في المدارس حيث يؤدوا نشيد المملكة الوطنية أمام علمها كل صباح حتى ترتبط الأجيال بهذا العلم أكثر فأكثر فتنشاً حينها رابطة الولاء بين المواطن ووطنه بصورة يومية. حفظ الله المملكة وولاة أمرها ورجال أمنها وشعبها ووفق الله الجميع لكل خير.
** **
- المحامي