بمناسبة بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، أتشرف باسمي شخصياً وباسم السفارة الصينية لدى المملكة بأن أقدم أصدق التهاني وأجمل التمنيات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشعب السعودي الصديق.
توليت مهام السفير الصيني لدى المملكة في مايو عام 2016. وعند استعراض العامين الماضيين، شهدت العلاقات الصينية السعودية تطوراً مستمراً وسريعاً تحت رعاية ودعم فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد، حيث تزداد الثقة السياسية المتبادلة ويتوثق التعاون العملي بين البلدين وتتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين على نحو غنى وعميق.
منذ عام 2016، تم تحقيق الزيارات المتبادلة بين الزعيمين الصيني والسعودي وإقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وكذلك تم تشكيل اللجنة المشتركة السعودية الصينية رفيعة المستوى، الأمر الذي دفع العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة مميزة ومتطورة بشكل سريع.
ففي أغسطس 2016، قام سمو الأمير محمد ولي العهد بزيارة الصين، وترأس أول اجتماع لـ اللجنة المشتركة السعودية الصينية رفيعة المستوى مع الجانب الصيني، وانتهى الاجتماع بالتوقيع على ملفات التعاون بين الصين والمملكة في عدة مجالات.
بعد ذلك، حضر سمو ولي العهد اجتماعات قمة G20 في مدينة هانغتشو الصينية. ثم في أغسطس 2017، ترأس سمو ولي العهد مع الجانب الصيني أيضاً الاجتماع الثاني للجنة المشتركة رفيعة المستوى في جدة، الذي وضع تخطيطا لتطور العلاقات بين البلدين، ففي المرحلة القادمة، ستعمل اللجنة على ربط مبادرة «الحزام والطريق» الصينية مع «رؤية 2030» السعودية وتقوية أسس التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والانسانية لتحقيق المصالح المشتركة وبناء هيكلة جديدة للتعاون الشمولي بما يدفع علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة إلى الأمام بلا انقطاع.
ويسرني أن أشهد الإنجازات التي حققتها عملية الإصلاح والتنمية السعودية في جميع المجالات منذ إصدار رؤية 2030 التي تدعمها الصين وتستعد لتكون الشريك العالمي لتنويع الاقتصاد السعودي، كذلك يقدر الجانب الصيني المشاركة الإيجابية السعودية في بناء «الحزام والطريق»، ويرحب بالمملكة لتكون الشريك العالمي لبناء «الحزام والطريق»، وللجانب الصيني قوة متميزة نسبيًا وخبرة وفيرة في مجالات كثيرة، ويمكن للبلدين أن يكمل بعضهما البعض ويخلقا فرصًا كبيرة للتعاون، فإنجازات ربط مبادرة الحزام والطريق مع رؤية 2030 ستأتي بكل التأكيد بفوائد على البلدين والشعبين الصيني والسعودي. واليوم تقف العلاقات الصينية السعودية على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، ويحرص الجانب الصيني على بذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي واغتنام الفرص السانحة ودفع أوجه التعاون المختلفة، خدمة للشعبين الصيني والسعودي وتعزيزاً للسلام والتنمية في المنطقة.
أخيرا، أتمنى أن تكون المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو الأمير محمد، مزدهرة وقوية ومستقرة وآمنة، وأتمنى للصداقة بين الشعبين الصيني والسعودي حيوية وخلوداً إلى الأبد!
** **
- بقلم/ السفير الصيني.. لي هوا شين