د. فهد بن عبدالله السماري
في هذه الأيام المباركة نتذكر مرور عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولاية العهد سنداً أميناً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، تلك المناسبة تجعلنا نعود للذاكرة في زمن متسارع بالإنجاز والإصلاح لا يتيح وقتاً للتوقف والتذكر. فالإنجاز الذي يمكن عنونته للعام الأول لسموه هو تثبيت الحلم بقرارات متعددة شملت المجتمع والإدارة والاقتصاد والثقافة والتاريخ وغيرها، فالسند الأمين لخادم الحرمين قاد هذا التثبيت من خلال القرارات المهمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وباركها برؤيته الثاقبة بناء على ما تم إعداده وتهيئته في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وما عرضه سمو ولي العهد بناء على رؤيته..
وتثبيت الحلم الذي أعلن عنه سمو ولي العهد منذ سنتين من خلال الرؤية السعودية 2030 لم يكن سهلاً أن يستوعبه الكثيرون لأنهم اعتادوا على كثير من المواقف التي تظهر براقة أمامهم في إعلانات كبيرة ثم ما تلبث أن تتلاشى لعدم وجود أي تثبيت، أو بمعنى آخر أي تحقيق لها. هذا التثبيت الذي يعني الإنجاز المتسارع والمدروس والمنتظم والمتناغم بشكل كامل مع ما أعلن عنه من خطط وأهداف ورؤية شيء يميز إنجاز سمو الأمير محمد في العام المنصرم وما قبله، فعندما أعلن سموه عن مشاريع واعدة ووثابة وقف البعض مشدوها ومعجبا بخطوات تثبيت الحلم وأزالوا عنهم أي شكوك حيال تحقيق الحلم وأصبحوا قادرين على الانضمام إلى فئة الحالمين الذين دعاهم سمو الأمير محمد لمرافقته في رحلة الحلم السعودي.
«وتحققت الأحلام» عبارة يطلقها البعض عندما يتحقق الهدف الذي رسموه لأنفسهم وهنا يصبح الحلم حقيقة، والفارق بين الحلم والحقيقة هنا هو أن الحلم لدى سمو ولي العهد هو الرؤية والهدف حيث توجه إليها سهام العمل الدقيق والتفكير العميق والدراسة المتخصصة واستشارة من يثري وليس من يهرف، والحقيقة هي الإنجاز على أرض الواقع. ومن المؤكد الذي لا يقبل الشك أن سمو ولي العهد قدم حلماً حقيقياً يلامس شغاف كل مواطن، كيف لا وأنت تسمعهم بعد تحقيق إنجاز أو إعلان قرار وهم يقولون نعم هذا ما نريده ونحلم أن يتحقق منذ زمن، هذا في كل مجال بدون استثناء من السياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة وغيرها.
ومن خلال ما عايشناه كمواطنين خلال الأعوام السابقة من جهود لسمو ولي العهد برعاية كريمة وتأييد من مقام خادم الحرمين الشريفين -يحفظهم الله-، أن أجزاء كثيرة من هذا الحلم لا تزال في جعبة سموه يعمل عليها حتى يستقر الحلم كاملاً في فضاء الإنجاز والتفاعل.
هنيئا لنا وللوطن بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- قائد الحكمة والخبرة والإنجاز، وبسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- مهندس الحلم الذي هيَّأ الرؤية وقائد تثبيتها على أرض الواقع، وأسأل المولى أن يحفظ قيادتنا ويعززها بالنصر ومزيد من النجاح والإنجاز، وأن يحفظ بلادنا وحماة الحدود المرابطين، وأن يرحم شهداؤنا ويخذل أعداءنا.
والله على كل شيء قدير.