م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. التغييرات الجذرية في المنظمات والمجتمعات لا تحدث إلا في حالة وقوع تهديد واضح وصريح.. هنا تبدأ المبادرات الإستراتيجية بالظهور مع كل ما يصاحبها من سرعة محمومة في التعيينات وتعديل للموازنات استعداداً لمواجهة الأخطار والتحديات.
2. كما أن الاندفاع نحو التحول لا يبدأ إلا بعد الإحساس بالحاجة الماسة إلى التغيير.. وهذا لا يتحقق إلا إذا كانت هناك أزمة قائمة على أرض الواقع.. فلا بد من حدوث أزمة حتى تدرك المنظمات أو المجتمعات ما يجري حولها وما هي فيه.. وتكون قد وصلت إلى النقطة الحرجة التي يتقاطع فيها اتخاذ القرار من عدمه.. فتؤول المجتمعات والدول إلى مجتمعات ودول ناجحة أو فاشلة.. ثم يقفز السؤال: هل لا بد من حصول أزمة حتى ندرك ما حولنا وما نحن فيه.. ونكتشف أن التغيير والتحول حاجة ماسة؟.. التجربة الإنسانية للأسف تقول: نعم.
3. هل يدعو التغيير إلى أن تترك ما تبرع فيه إلى تعلُّم شيء آخر.. أم أنك تقتصر على إجراء بعض التحسينات؟.. لكن هذا ليس التغيير الجذري الذي تدعو إليه المرحلة.. فالتحسينات هي تغييرات سطحية.. ثم هل من الصالح والصواب الاعتماد على الطرق القديمة لإنجاز أشياء حديثة؟.. العالم اليوم يسير بوتيرة أسرع.. فقد تقارب فيه الأشخاص بسبب الشبكة الإلكترونية.. واتسعت المساحات نتيجة لثورة الاتصالات.. كل هذا زاد من الخيارات المتاحة أمام المستهلكين وأتاح تنوّع المصادر.. لقد فات زمن الاعتماد على الطرق والأساليب القديمة.
4. في هذا العصر لم يعد الفارق بين النجاح والفشل يقاس بالقيمة السوقية.. بل بالنجاح الساحق أو الإفلاس الماحق.. فمجرد الاستمرار والتعايش لا يجعل منك ناجحاً كما لا يجعل منك فاشلاً.. بل كياناً ينتظر الخروج من غرفة العناية إما للحياة أو للقبر.. لذلك فإن مجرد العيش على الهامش لم يعد أمراً ممكناً.. وهذا الذي يجعل من التغيير الجذري أمراً حيوياً.
5. في عصرنا الحاضر أصبحت المخاطرة جزءاً من الخطة.. أما أن تتعامل مع الأمور والأحداث من موقع المحايد الذي يتغافل ويدعي أنه لم يَر فليس ذلك وارداً في عالم أعمال اليوم.. إذاً فالخلاصة أنه يجب ألا نحيد بنظرنا عن المجازفة المدروسة في كل ما هو جديد خوفاً من المجهول.
6. إدارة الأزمة هي التي تُظْهر الفارق بين القيادة التي تترك المشكلات تتراكم والأزمات تتفاقم فتتحول إلى مشكلات تتكاثر بالتوالد حتى تعم الفوضى.. أو قيادة تبادر فتُحَوِّل الأزمة إلى فرصة للتحول والانطلاق من جديد.